نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 591
وظاهر الآية يقتضي رد التحية بعينها وهي الهدية فإما بالتعويض أو الرد بعينه وهذا لا يمكن في السلام ولا يصح في العارية لأن رد العين هاهنا واجب من غير تخيير قلنا التحية تفعلة من الحياة وهي تنطلق في لسان العرب على وجوه منها البقاء قال زهير بن جناب ( من كل ما نال الفتى * قد نلته إلا التحية ) ومنها الملك وقيل إنه المراد هاهنا في بيت زهير ومنها السلام وهو أشهرها قال الله تعالى ( * ( وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول ) * ) [ المجادلة 8 ] وقد أجمع العلماء والمفسرون أن المراد هاهنا بالتحية السلام حتى ادعى هذا القائل تأويله هذا ونزع بما لا دليل عليه وإن العرب عبرت بالتحية عن الهدية فإن ذلك لمجاز لأنها تجلب التحية كما يجلبها السلام والسلام أول أسباب التحية ومنه قوله صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم وقال أفشوا السلام وأطعموا الطعام
591
نام کتاب : أحكام القرآن نویسنده : ابن العربي جلد : 1 صفحه : 591