نام کتاب : من مناظرات النت نویسنده : علي السيد جلد : 1 صفحه : 62
للتقاليد التي سنها الآباء والأجداد ، واسترساله مع شهوات السكر واللهو التي ألفها ، ثم إعجابه بصلابة المسلمين واحتمالهم البلاء في سبيل عقيدتهم ، ثم الشكوك التي كانت تساوره - كأي عاقل - في أن ما يدعو إليه الإسلام قد يكون أجل وأزكى من غيره ، ولهذا ما إن يثور حتى يخور ، قاله محمد الغزالي . وخلاصة الروايات مع الجمع بينها - في إسلامه رضي الله عنه - أنه التجأ ليلة إلى المبيت خارج بيته ، فجاء إلى الحرم ، ودخل في ستر الكعبة ، والنبي ( ص ) قائم يصلي وقد استفتح سورة " الحاقة " فجعل عمر يستمع إلى القرآن ، ويعجب من تأليفه ، قال : فقلت - أي في نفسي - هذا والله شاعر كما قالت قريش ، قال : فقرأ : { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ . وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ } قال : قلت : كاهن . قال : { وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ . تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِين } إلى آخر السورة . قال فوقع الإسلام في قلبي . كان هذا أول وقوع نواة الإسلام في قلبه ، لكن كانت قشرة النزعات الجاهلية ، والعصبية التقليدية ، والتعاظم بدين الآباء هي غالبة على مخ الحقيقة التي كان يتهمس بها قلبه ، فبقي مجداً في عمله ضد الإسلام ، غير مكترث بالشعور الذي يكمن وراء هذه القشرة . وكان من حدة طبعه وفرط عداوته لرسول الله ( ص ) أنه خرج يوماً متوشحاً سيفه ، يريد القضاء على النبي صلَّى الله عليه وسلم ، فلقيه نعيم بن عبد الله النحام العدوي ، أو رجل من بني زهرة ، أو رجل من بني مخزوم فقال : أين تعمد يا عمر ؟ قال : أريد أن أقتل محمداً قال : كيف تأمن من بني هاشم ومن بني زهرة وقد قتلت محمداً ؟ فقال له عمر : ما أراك إلا قد صبوت وتركت دينك الذي كنت عليه ، قال أفلا أدلك على العجب يا عمر ! إن أختك وختنك قد صبوا ، وتركا دينك
62
نام کتاب : من مناظرات النت نویسنده : علي السيد جلد : 1 صفحه : 62