نام کتاب : من مناظرات النت نویسنده : علي السيد جلد : 1 صفحه : 200
والتلقين ، والربط ، والتدليس ، والتأسيس ، والمواثيق بالأيمان والعهود ، وآخرها الخلع والسلخ . فالتفرّس : أن يعرف الداعي من يدعو وكيف يدعوه ، مميّزاً من يطمع في إغوائه ممّن لا يطمع فيه ، وقد قالوا في وصاياهم لدعاتهم : لا تضعوا بذرتكم في أرض سبخة ، ولا تتكلّموا في بيت فيه سراج ، يقصدون من عنده علم . ومن شروط الداعي عندهم أن يكون عالماً بأنواع الناس وأصنافهم واختلاف مذاهبهم ونقاط ضعفهم والأبواب التي يدخل على كلّ واحد منهم . . فمن كان مشتغلاً بالعبادة حبّبها إليه وحضّه عليها ، ثمّ سأله عن معاني العبادات وعلل الفرائض ، وشكّكه فيها حتى أبدعها وأدخله مذهبه . ومن كان رافضيّاً جاراه في تعظيم آل البيت وحبّ عليّ ويطعن في أبي بكر الصديق وعمر بن الخطّاب وخيار الصحابة ثم يبغضه في بني تميم لكون الصدّيق منهم وبني عديّ لانتساب الفاروق إليهم ، ويبغض في بني أميّة لكون عثمان ومعاوية رضي الله عنهما منهم ، وكذلك الأنصار لعدم وقوفهم مع عليّ ومطالبتهم بحقّه في الخلافة . . ثمّ يدخل عليه من باب الولاية والتأويل حتّى يخرجه من الدين . وإن رآه ممّن يحبّ الشيخان مدحهما عنده ورفع من شأنهما وذكر له بأنّ صحبة الرسول لأبي بكر في الغار كان القصد منها تعليمه التأويل ، فإذا سأله المسكين عن التأويل يكون قد وقع في المصيدة ، ووصل درجة التأنيس . . وأمّا إن كان المراد جذبه من أهل الفسق والمجون ، فإنّه هو الصيد السهل ، فيذكر أمامه قول الشاعر الماجن : أَتُركَ لذَّة الصهباء صرفاً لما وعدوه من طم و ضمر
200
نام کتاب : من مناظرات النت نویسنده : علي السيد جلد : 1 صفحه : 200