نام کتاب : من مناظرات النت نویسنده : علي السيد جلد : 1 صفحه : 199
وفي خصوص الكلمة الأخيرة ورد حديث في الكافي : عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنَّ أمرَنا مستور مُقَنَّعٌ بالميثاق ، فمن هتك علينا أذلَّه الله ( 23 ) فإن الزنادقة القرامطة يقولون : لقد استغلّ القرامطة - كغيرهم من الحركات الباطنيّة الهدامة - الظروف المحيطة بهم ، خاصّة وأنّ بداية دعوتهم وافقت القضاء على حركة الزنج ، ولقد كانت الدولة الإسلاميّة آنذاك في بداية ضعفها وتسلّط العسكر عليها من ناحية ، وانتشار الشعوبيّون في أرجائها ، وعمّ الجهل في تعاليم الإسلام بين أبنائها ، ولقد ركّز القرامطة في دعوتهم على الأراضي الخصبة بنظرهم ، كالموالي والعبيد الحاقدين على أسيادهم والأُجراء والمزارعين الناقمين على أصحاب المهن والأراضي ، لاعتقادهم بأنّهم لا يعطونهم ما يستحقّونه لقاء كدّهم وتعبهم . ولكي يستقطبونهم ابتدعوا فكرة إشاعة المال وشيوعيّة الأراضي ، وكذلك بثّوا بين الشعوبيّين الحاقدين على دولة الإسلام وعدهم بالقضاء على المسلمين وسلطانهم وإعادة الملك لهم سواءً كانوا مجوساً أو هنوداً أو يهوداً ونصارى ( وبقي عندهم العنصر الرئيسي ألا وهو الشباب ، الوقود الأساسي لكلّ تمرّد وثورة . . ووجدوا أن خير أسلوب لجذبهم هو بثّ الفكر الانحلالي وجذبهم بالشهوات . . فاستباحوا الزنى والخمر واللواط وسائر المحرّمات ، وجعلوا النساء مشاعاً بينهم ، وأباحوا نكاح الأقارب من أخوات وبنات وما شابه هذا ، بالإضافة إلى التخطيط الدقيق والإرهاب والبطش . . كلّ ذلك جعل العنصر الشبابي ينجذب إليهم انجذاب الفراش للنار ) وقد اعتمدوا في نشر دعوتهم على مراحل وأقسام أسموها - كما ذكرها الإمام عبد القاهر الإسفرائيني - على النحو التالي : التفرّس ، والتأنيس ، والتشكيك ،
199
نام کتاب : من مناظرات النت نویسنده : علي السيد جلد : 1 صفحه : 199