نام کتاب : من مناظرات النت نویسنده : علي السيد جلد : 1 صفحه : 157
الحكم عليها بأنها سياسية ، خاصة عندما نرى حياة صبيغ العادية غير السياسية . . فقد عاش بعد الخليفة ولم يظهر منه شئ مخالف لخط الخليفة ! وتحير الفقهاء في توبة صبيغ : عن أي شئ كانت توبة صبيغ التميمي ؟ الظاهر أنها توبة عن السؤال فقط وفقط ! ! وقد تاب وهو تحت عراجين النخل وقال للخليفة : اعفني ، سامحني ، فقد كان في رأسي أسئلة أو تساؤلات ، وذهب الذي كان في رأسي ، وإني تائب إلى الله واليك . . ولكن الخليفة لم يعفه ولم يقبل توبته إلا بعد أن دمر شخصيته وجعله ميتاً في الأحياء ! فلماذا اشترط الخليفة مضي سنة من إعلان توبة صبيغ حتى يثبت صدقها ، مع أن التوبة إما أن لا تقبل ، وإما تقبل رأساً ؟ ! هذا ما حير فقهاء المذاهب الأربعة ! قال ابن قدامة في المغني ج 12 ص 80 : ( فصل : ظاهر كلام أحمد والخرقي أنه لا يعتبر في ثبوت أحكام التوبة من قبول الشهادة وصحة ولايته في النكاح إصلاح العمل ، وهو أحد القولين للشافعي ، وفي القول الآخر يعتبر إصلاح العمل ( ولأن عمر رضي الله عنه لما ضرب صبيغاً أمر بهجرانه حتى بلغته توبته ، فأمر أن لا يكلم إلا بعد سنة . ولنا : قوله عليه السلام : التوبة تجب ما قبلها ، وقوله : التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، ولأن المغفرة تحصل بمجرد التوبة فكذلك الأحكام ، ولأن التوبة من الشرك بالاسلام لا تحتاج إلى اعتبار ما بعده وهو أعظم الذنوب كلها ، فما دونه أولى ! فأما الآية فيحتمل أن يكون الإصلاح هو التوبة وعطفه عليها لاختلاف اللفظين ، ودليل ذلك قول عمر لأبي بكرة : تب أقبل شهادتك ، ولم يعتبر أمراً آخر ، ولأن من كان غاصباً فرد ما في يديه أو مانعاً الزكاة فأداها وتاب إلى الله تعالى قد حصل منه الإصلاح ، وعُلِمَ نزوعه من معصيته بأداء ما عليه ، ولو لم يُرِدِ
157
نام کتاب : من مناظرات النت نویسنده : علي السيد جلد : 1 صفحه : 157