أرادوا ب « تمامية ظهور الوجود و أكمليته » [ 49 ] في المرتبة الأخيرة أنّ ما يكون مدركا على سبيل الإجمال و معقولا على سبيل التفصيل و مخيّلا أو موهوما و محسوسا بالحواسّ الظاهرة ، فانّ خواصّ الوجود و آثاره تكون فيه أكثر و أكمل ممّا لا يكون مدركا بجميع [1] هذه الوجوه ، على أنّ من البيّن أنّ الانّيّة المدركة المتصرّفة في المرتبة الأخيرة مدركة بجميع هذه الإدراكات ، بخلاف الانّيّة المدركة المتصرّفة في المراتب الباقية التي هي فوق هذه المرتبة . و الإنسان المستكمل لا يكون كماله إلَّا بأن تحصل له ملكات هذه الإدراكات في مراتبها ، و لا يكون الإدراك الحسّى و ما يلزمه من القيود الحاصلة له مانعا لسائر الضروب الباقية .