نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 270
إسم الكتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص ( عدد الصفحات : 413)
و قومه شعور بذلك . و لمّا كانت حياتهم سارية إليه ، ففراره ، أي فرار موسى عليه السلام من فرعون و قومه ، لما خاف منهم أن يقتلوه ، انما كان لإبقاء حيوة المقتولين في ضمن حياته ، لا لإبقاء حياته فحسب . فكأنه فر شفقة و رحمة في حق الغير ، الذي هو هؤلاء الأبناء المقتولون . فأعطاه الله سبحانه بواسطة تلك الرحمة و الشفقة الرسالة ، التي هي خصوص مرتبة في النبوّة ، و كذلك أعطاه الكلام به غير واسطة و الامامة ، التي هي خصوص مرتبة في الرسالة و لقب من ألقاب الخلافة ، التي هي الحكم ، أي التحكَّم و التصرّف في العالم . ثمّ إنّه لمّا أعطى موسى عليه السلام الكلام ، كلمه الله تعالى بالتجلَّى الصوري المثالي في عين حاجته ، أي في صورة عين ما مسّت إليه حاجته ، يعنى النار ، لاستفراغ همه ، أي بذل همّته بالكلية ، فيها ، أي في تحصيل حاجته ، التي هي النار . فتجلَّى له الحق سبحانه في صورتها ليقبل على الحق المتجلَّى الظاهر على صورة مطلوبة و لا يعرض عنه إذ لو تجلَّى له في صورة غير الصورة النارية ، لكان يعرض عنه و يقبل على مطلوبه لاجتماع همّته عليه . و لو أعرض ، لعاد حكم عمل إعراضه عليه ، فكان يعرض عنه الحق أيضا مجازاة له . فعلمنا من تجلَّى الحق سبحانه له في الصورة النارية لاجتماع همّته عليها أن الجمعية مؤثرة . و هو ، أي الجمعية - و تذكير الضمير باعتبار الخبر - الفعل و التأثير بالهمة ، [ 222 ] التي هي القصد و التوجّه بجميع القوى .
270
نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 270