نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 178
أي إنّما يتعذّر الرؤية و الإدراك باعتبار تجرّد الذات عن المظاهر و النسب و الإضافات فأمّا في المظاهر و من وراء حجابية المراتب ، فالادراك ممكن ، كما قيل ، < شعر > كالشمس تمنعك اجتلاءك [1] وجهها فإذا اكتست برقيق غيم أمكنا < / شعر > < شعر > خورشيد چو بر فلك زند رأيت نور در پرتو او خيره شود ديده ز دور و اندم كه كند ز پردهء أبر ظهور فالناظر يجتليه من غير قصور < / شعر > و إلى مثل هذا أشار النبي صلَّى الله عليه و سلَّم في بيان الرؤية الجنانية المشبّهة برؤية الشمس و القمر . فأخبر عن أهل الجنّة أنّهم يرون ربّهم و أنّه ليس بينه و بينهم حجاب إلَّا رداء الكبرياء على وجهه في جنّة عدن فنبّه صلَّى الله عليه و سلَّم على بقاء رتبة الحجابية ، و هي رتبة المظهر . فاعلم ذلك . و إذ قد نبّهت على شأن النور الحقيقي و أنّه يدرك به و هو لا يدرك ، فاعلم أنّ الظلمة لا تدرك ، و لا يدرك بها ، و أنّ الضياء يدرك ، و يدرك به . و لكل واحد من الثلاثة شرف يختصّ به : فشرف النور الحقيقي هو من حيث الأوّلية و الأصالة ، إذ هو سبب انكشاف كل مستور . و شرف الظلمة هو أنّه باتّصال النور الحقيقي بها يتأتّى إدراك النور مع تعذّر ذلك قبل الاتّصال . و شرف الضياء هو من حيث الجمع بالذات بين الأمرين و استلزام ذلك حيازة الشرفين . ثمّ إنّ النور المحض المشار إليه لا يغاير الوجود الحق . و لا شك أنّ الوجود المحض يتعقّل في مقابلة العدم المضادّ له فانّ للعدم تعيّنا في التعقّل ، لا محالة و له الظلمة ، كما أنّ الوجود له النورية . و لهذا يوصف الممكن بالظلمة و أنّه يتنوّر بالوجود ، فيظهر . فظلمته من أحد وجهيه ، الذي هو العدم . و إليه الإشارة بقول النبي عليه السلام ، « انّ الله خلق [ 164 ]