responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 694


335 - 5 فان قلت : أي فرق بين رؤية الحق في كل شئ حتى يرى كل اثر منه و بين رؤية ان الأشياء مظاهره وصور أسمائه ومرايا أحواله ومجالي شؤونه كما هو مظهر لأحوال الأشياء ، حتى يحكم بان الثاني حال الكمل والأول حال المحجوبين برؤية أنفسهم ؟
336 - 5 قلت : رؤية اثر كل شئ من الحق تعشق وتقيد بذلك الأثر وطلب له - وإن كان من الحق سبحانه - اما رؤية الأشياء مرايا الحق ونفس أسمائه ، وقد مر ان التعينات لا يسمى أسماء الا بنسبتها إلى ذات الحق فقط ، وبذلك الاعتبار يكون الاسم عين المسمى ، فهذا التوجه ليس الا إلى ذات الحق ، وإن كان من نسبة مخصوصة يلتفت إليها ، لكونها من النسب الكمالية ايفاء لحقها واجتيازا إلى غيرها ، وحين لم يتوجه سهم الطلب إلى هدف الخصوصية بالذات لم يتعلق التعشق بها - بل بمن له الخصوصية - فشأنها ان لا يتوقف بالتقيد عليها ، بل يجتاز منها ومن أمثالها بلا توقف تعشق ، وهذا هو الفارق الواضح ، ولذلك فسرنا غلبة الحكم بالمحبة والتقيد التعشقي فليفهم .
337 - 5 أو نقول : المراد بما حكمنا عليه انه حال الكمل مما لا تعشق فيه ولا طلب له بخصوصيته ، لما مر في علامات هذا الذائق انه لا يتأسف على فوات شئ وإن كان الواقع مرجوح الامرين ، ولا يتشوق لتحصيل مطلب معين وإن كان شريفا ، الا ان عينه الوقت أو الحال فيتعرض له ولما سيأتي أيضا من مثله .
338 - 5 وبهذا الفرق يندفع الشبه بتلبس الأمور الطبيعية والشرعية الملازم عليهما ولو بالتعمل زمانين بل وأزمنة بل إلى الموت ، فقد سلف ان التعمل فيهما من حيث انتسابهما إلى الأمور الإلهية ومن حيث عينه الوقت والحال غير قادح ، وذلك كالتغذي على حده بنية التقوى للعبادة ، كما قال تعالى : كلوا واشربوا ولا تسرفوا ( 31 - الأعراف ) حتى قال بعض الأصوليين : بان الامر فيها للوجوب وفي : كلوا من الطيبات ( 51 - المؤمنون ) للندب أو لتوقى بنيان الرب عن الانهدام ، كما قال تعالى : ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ( 195 - البقرة ) وقال عليه وآله السلام : نفسك مطيتك فارفق بها ، وكذلك حكم الملابس والمناكح بنية

694

نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 694
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست