قوة باعث السير ، فيحتاج إلى تقوية الباعث بقطع ذلك الأثر ويسمى عزما ، وهو الأصل الثاني ، فالقصد يقويه [1] الإرادة الباعثة على الجد في السير ، والعزم يقويه [2] الأدب الذي يظهر الخوف بصورة القبض ، والرجاء بصورة البسط ، ويراعى التوسط بينهما ، فان اجتلاء قرب المقصد مما يوجب بسطا ، يوجب اقدامه واستقبال [3] حضرة المحبوب ، وهيبته [4] يستلزم قبضا يوجب احجامه والأدب بحفظ التوسط ، ولذا يقوى العزم ، فإذا صح عزمه ورقت حجب خلقيته وانقطع تلفته إلى الاحكام الكونية الموجبة للجهد والتودد ، يظهر حكم الأصل الثالث وهو اليقين من حيث رتبته الثانية التي هي عين اليقين ، ومعناه السكون بالاستغناء عن الدليل بشهود الفعل الوحداني الساري في كل شئ ، وعلم اليقين السابق معناه السكون بما غاب ، بناء على قوة دليله ، وهو متعلق بمرتبة الاسلام وهذا بالايمان . واما حق اليقين : فباسفار [5] التجليات الصفاتية أولا وطلوع الشمس الذاتية في المرتبة الاحسانية ، ويدخل في هذا القسم من اليقين الانس والذكر الباطني . 161 - 2 فإذا وصل الروح إلى هنا تخلص عن جميع قيود الانحرافات وظهر تجلى وحدة الفعل المضاف إلى ربها ، وانتفت اثار المغالبة الواقعة بين رتبة السر والروح والنفس ، فيصل حكم [6] ولا يزال العبد يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ، فيلقى السائر عصى تسياره وينتهى كربة غربته وأستاره ، يتداركه الآثار الحبية فينقله من مقام الكون والبون إلى حضرة الصون والعون ، فيتحقق بالفقر الذي هو الأصل الرابع ، وهو الخلو الحقيقي عن جميع احكام الغيرية - حتى عن رؤية الخلو وعن نفى تلك الرؤية أيضا -
[1] - تقوية - ط - الضمير راجع إلى القصد مفعولا والإرادة فاعل - ش [2] - تقوية - ط - الضمير راجع إلى العزم مفعوله والأدب فاعله - ش [3] - عطف على اقدامه - ش [4] - عطف على اقدامه أو عطف على اجتلاء اسم ان ، وخبره قوله : يستلزم قبضا . . . إلى اخره ، وهيبته عطف على استقبال . . . إلى اخره وضميره راجع إلى المحبوب ، أي استقبال المحبوب وهيبته يستلزم قبضا . . . إلى اخره أو هيبته عطف على الاجتلاء والضمير راجع إلى قرب المقصد - ش [5] - الاسفار اضائة نور الصبح وافنائه لظلمة الليل ، فاستعير هنا لاستيلاء نور التجلي الإلهي على ظلمة رسوم الكوني - ش [6] - بإضافة لفظ حكم إلى قوله : ولا يزال - ش