- لا الحقيقي - ويظهر حكم الوحدة في سمعه وبصره أيضا ، فلا يرى كل ما يرى الا حسنا جميلا ولا يسمع الا كذلك ، لتجرد فعل الله الوحداني الساري في جميع الأشياء في نظره ، وهذا هو التجلي الفعلي والتوحيد الفعلي ، وربما يقع للسالك ههنا ميل حبى بحكم مناسبة فعلية ونسبة جميعة إلى بعض المظاهر الحسية الحسنة من الصور الانسانية التي هي اشمل المظاهر حسنا وجمالا وكمالا ، والتجلي الفعلي لا يكون ابدا الا في مظهر . فمن [1] هنا ابتداء القصيدة التائية لابن فارض . 152 - 2 فنقول : إذا فنيت عن نفس السالك في هذه المقامات التسعة حجب الكثرة وظهرت وحدتها ، انتقلت عن مقام الاسلام إلى باطنه الذي هو نور حدقة الايمان . 153 - 2 ولما كانت العلاقة بينها وبين الروح والسر قوية جدا في هذه النشأة ، ولكل من الثلاثة نشأة مخصوصة به ، فنشأة النفس حسية وحكمها في مرتبة الاسلام ، ونشأة الروح غيبية اضافية وحكمها مختص بباطن الايمان ، ونشأة السر غيبية حقية وحكمها مختص بمقام الاحسان ، ونشأة كل واحد غربة بالنسبة إلى غيره ، وكل نشأة غلب اثرها كان صاحبها مستتبعا صاحبه ، لا جرم [2] كانت النفس في مقام الاسلام مستتبعا صاحبه في رجوعها إلى مولاها . 154 - 2 فلما انتهى سيرها بظهور وحدتها ، آل أمر السير إلى الروح وتحققها بحقيقة الايمان بإزالة خفايا احكام انحرافية باقية في الروح - وان زالت عن النفس - وذلك لتأثر المنطبع من الأثر الحاصل في المرآة ، فيشرع الروح في السير لازالتها واستتبعت النفس دفعا لتوقع الشر ، والسير [3] جلبا للنفع ، فوقعت النفس في غربة . 155 - 2 وهذه المرتبة الايمانية لها ركنان : 156 - 2 أحدهما قسم الأخلاق [4] التي هي بمثابة الشروط في الصلاة ، وثانيهما قسم
[1] - خبر مقدم قوله : ابتداء القصيدة ، ابتداء مؤخر - ش [2] - جواب لقوله : ولما كانت العلاقة - ش [3] - عطف على النفس ، تدبر - ش [4] - قسم الأخلاق : الصبر - الرضاء - الشكر - الحياء - الصدق - الايثار - الخلق - التواضع - الفتوة - الانبساط .