إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
على اعتقاد ما يعلم الحق نفسه بنفسه في نفسه ويعلم كل شئ وعلى ما يفهمه رسوله من ربه ، ويدخل فيها باب الفرار والمجاهدة والمكابدة . 143 - 2 ثم نقول : إذا صارت هذه الثلاثة ملكة النفس يستعد للدخول في قسم الأبواب الذي ملاك مقاماته أيضا ثلاثة : 144 - 2 أهمها الزهد ، وهو الاعراض عما هو خارج عن ذاته من الاعراض والاغراض الظاهرة أولا ، وعن الباطنة ثانيا ، وعن كل ما هو غير ثالثا ، ويتضمن الرجاء والرغبة والتبتل . 145 - 2 وثانيها الورع وهو الاحتراز عن كل ما فيه شوب انحراف شرعي أو شبهة مضرة معنوية ، ويتضمن القناعة ، وانه [1] صورة التقوى . 146 - 2 وثالثها الحزن على ما فات من الكمالات وأسبابها ، ويتضمن الخوف والحذر والاشفاق والخشوع والاخبات . 147 - 2 ثم نقول : وبتملك ناصية هذه الثلاثة يستحق المعاملة اعطاء من حظوظها واخذا من حقوقها . 148 - 2 فاهم مقامات المعاملة الاخلاص ، وهو تصفية كل عمل قلبي أو قالبي من كل شوب ، ويتضمن التهذيب والاستقامة . 149 - 2 وثانيها المراقبة وهى دوام ملاحظة المتوجه إليه ظاهرا وباطنا ، ويندرج فيه الرعاية والحرمة . 150 - 2 وثالثها التفويض ، وهو كلة الأمور كلها قبل الرجوع وبعده إلى مجريها ، علما بأنه اعلم بمصالحها وأشفق عليها وأقوى ، وذلك لسبب هو التوكل ، وبلا سبب هو الثقة ، وفي مقابلة مزاحمة العقل والوهم هو التسليم . 151 - 2 فإذا تحققت النفس بهذه المقامات مع المداومة على الذكر بجمع الهمم ودفع الخواطر ، يزول عنها احكام الكثرة ويظهر اثر وحدة جمعيتها ، وهو القلب المختص بالنفس