حجاب الأثر - كما قلنا - وذلك للعارفين الأبرار ، أو كشفا وشهودا ، وهو وصف الكمل . 98 - 2 وثانيهما : ما لم يتعين له اثر وهو المشار إليه بقوله ( ص ) : أو استأثرت به في علم الغيب [1] عندك ، وذلك لان الشؤون الإلهية أكثر من أن يكون له نهاية ، والتي تشم رائحة الوجود متناهية ، وأي متناه يفرز من غير المتناهى ؟ فالباقي أكثر [2] ، فنسبة ما تعين له اثر إلى ما لم يتعين ، نسبة المتناهى إلى غير المتناهى ، فلا نهاية لمراتب الأكملية كما قيل ، ولا نهاية للمعلومات والمقدورات - فما دام معلوم أو مقدور - فالشوق لا يسكن والنقص لا يزول . 99 - 2 ومنه يعلم قوله تعالى : وما أوتيتم من العلم الا قليلا ( 85 - الاسراء ) وانما عبرنا عن أسماء الذات بالأمهات ، لما يتفرع منها أسماء الصفات - وهى التي يشعر بنوع تكثر محسوس أو معقول كالوحدة من حيث إنها نعت الواحد - ونسب [3] ارتباطها بالذات . ثم أسماء الافعال - المشعرة بنوع الفعل على اختلاف صورة كالخلق والبسط والقبض واللطف والقهر وغيرها - ونسب ارتباطها [4] .
[1] - قال شيخنا العارف الكامل دام ظله : ان الاسم المستأثر هو الذات الأحدية المطلقة ، فان الذات بما هي متعينة منشأ للظهور دون الذات المطلقة ، أي بلا تعين ، واطلاق الاسم عليه بنحو من المسامحة ، والظاهر من كلام الشيخ وتقسيمه الأسماء الذاتية إلى ما تعين حكمه وإلى ما لم يتعين انه من الأسماء الذاتية التي لا مظهر لها في العين . وعندي ان الاسم المستأثر أيضا له اثر في العين ، الا ان اثره أيضا مستأثر ، فان للأحدية الذاتية وجهة خاصة مع كل شئ هو سره الوجودي لا يعرفها أحد الا الله ، كما قال تعالى : ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها - ولكل وجهة هو موليها - فالوجهة الغيبية لها اثر مستأثر غيبي ، تدبر تعرف - خ [2] - أقول : ما ذكره الشارح غير مطابق للمتن ، فان الظاهر منه ان الشؤون الغير الظاهرة التي بصدد الظهور إلى ما لا يتناهى ابدا هي الأسماء المستأثرة مع أن ظاهر كلام الشيخ ان الاسم المستأثر غير قابل للظهور - لا لعدم تناهى الشؤون - بل لكونه من المكنون الغيبي ، حتى لو فرض تناهى الشؤون الإلهية لم يظهر حكم الاسم المستأثر - خ [3] - عطف على قوله : أسماء الصفات - ش - نسبة - ل [4] - ارتباطها بهما - ل يعنى ان المبادى هي معرفة أسماء الذات والصفات ومعرفة ارتباط كل منها ونسبتها إلى الأخرى ، مثلا ان يعرف ان صور حكم أسماء الصفات والافعال تتعين من اجتماع احكام أسماء الذات وان ظهور حكم أسماء الافعال يتعين من اجتماع احكام أسماء الصفات وكذا معرفة نسب ما بين الأسماء مثلا ان الخلق متوقف على القدرة وهى متوقفة على الإرادة المطابقة للعلم المشروط بالحياة وسيجئ تفصيلها . قوله : من بيان : لما ، يعنى ان النعوت والأوصاف والأسماء انما تتعين وتتحصل باحكام حقائق المتعلقات واثارها ومراتبها ومحالها . وانما كانت أمهات الحقائق مبادئ لان كلا من الحقائق المركبة ومن مظاهره الروحانية أو المثالية أو الجسمانية من لوازمها واثارها ، ومن المعلوم ان معرفة الآثار بالمؤثر طريق لمى ، واما معرفة المؤثر بالأثر فطريق فكري انى ، والأول هو حظ المقربين الكمل والثاني حظ العارفين من الأبرار - ق