إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
لا فاعل الا الله وعليه يدل حديث المطر حيث قال : أتدرون ما ذا قال ربكم . . . الحديث [1] . 554 - 4 وان أسندوا الافعال كلها إلى الله تعالى خلقا وإلى الواسطة كسبا بإضافة الفعل إلى الله بحكم الايجاد والابداع وإلى المخلوق بحكم التوجه والانبعاث والكسب ، فيفهم من ذلك الحديث انه هو المؤمن بالله والكواكب ، لموافقته الحق سبحانه في إضافة الفعل إلينا - مع أنه خالقه - 555 - 4 القسم الثاني طائفة في مقابلة هؤلاء غلب عليهم ادراك الحق تعالى في كل حقيقة ، لان الحق غلب على امره فيهم فذهلوا عن كون الأشياء مجاليه وانه الظاهر فيها وحده ، فنفوا الغير أصلا ولم يقروا بسوى الحق الظاهر ، وإذا سئلوا عن التعددات وسببها لم يعرفوا ما هو وكيف هو . 556 - 4 وأقول : كأنهم الافراد الذين هم مظاهر الملائكة المهيمة في شهود جمال جلال الحق سبحانه . 557 - 4 القسم الثالث هم الكمل والمتمكنون المزاحمون للكمل في الشهود وشأنهم الجمع بين المشاهدتين : 558 - 4 المشاهدة الأولى مشاهدة الحق ظاهرا من حيث الوجود ، وان أمهات الحقائق كهذه الثلاثة وغيرها مظاهر واثار ، اماله سبحانه ابتداء - كهذه الثلاثة ونحوها من الأسماء الذاتية - واما مجال له ولمجاليه المذكورة ، والحق يستجلى ويرى من وراء تعينات جميع الحقائق الكلية والجزئية المضافة إليه بمعنى الاسمية الوصفية وإلى غيره بمعنى الخلقية والكونية ، وكل التعينات ليس الا شؤون ذاته ، مع تفاوت ما بينها حكما من المحيطية والمحاطية ومن الكمال والنقص المتوهم لا المحقق بالنسبة إلى الوجود ، إذ بالنسبة إليه كل شئ فيه كل شئ . 559 - 4 المشاهدة الثانية مشاهدتهم في عين الشهود الأول ومعه جمعا دون مناوبة ،