إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
التي تقابل التجلي الاحدى بتعيناتها ويفيض عليها بحسب استعداداتها ، وفيه تثبت المعية الإلهية والقرب الأتم المرجح على القرب الوريدي ، لان القرب الوريدي مجاورة حقيقة جسمانية بين متباينين وجودا ، وذلك مجاورة معنوية اعتبارية بين الشئ وتعينه العلمي على اتحادهما الأصلي ، وبه تثبت العلم بالجزئيات ، لان حضوره مع كل جزئي كحضوره مع كل كلي من حيث تلك النسبة ، وبه تثبت الحيطة بكل شئ والشهادة والحضور مع كل شئ ، فإنه سبحانه بكل شئ عليم ومحيط وعلى كل شئ شهيد . 424 - 4 قال في حكمة الاشراق : علمه بذاته كونه نورا لذاته وظاهرا لذاته ، وعلمه بالأشياء كونها ظاهرة له ، فلا واسطة في تلك المناسبة الرابطة أصلا ، بل القلم الاعلى وما بعده سواسية في تلك النسبة بحكم الطلبين الفيضي والقبولي من الطرفين ، وانما سمى بالوجه الخاص ، لان غيره من الوجوه كالوجه الروحاني والمثالي والخيالي والحسى انما يحصل بتوسط هذه المراتب الكونية ، ولخفائه لم يعرفه الا المحققون من أهل الكشف ، والاشراقيون قائلون به فيما بين الأنوار القاهرة والأرواح العالية . 425 - 4 قال في حكمة الاشراق : وكل واحد من الأنوار القاهرة وهى المجردة عن البرزخ وعلائقها يشاهد نور الأنوار ويقع عليه شعاعه وينعكس النور من بعضها على بعض ، فكل عال مشرق على ما تحته من المرتبة وكل سافل يقبل الشعاع من نور الأنوار بتوسط ما فوقه - رتبة رتبة - حتى أن القاهر الثاني يقبل من النور الشامخ من نور الأنوار مرتين : بواسطة النور الأقرب وبغيرها ، والثالث أربع مرات : مرتين بانعكاس صاحبه ومرتين بواسطة النور الأقرب وبغير واسطة ، والرابع ثماني مرات : أربع مرات بانعكاس صاحبه ومرتين بما فوقه ومرة بالنور الأقرب ومرة بلا واسطة ، وهذا كالأشعة البرزخية إذا وقعت على برزخ يشتد النور فيه كأشعة سرج ، لكن لا علم للبرزخ بزيادة من كل اشراق ، بخلاف الاشراقات على حي لا يغيب عنه ذاته .