إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
السعة والاطلاق والعظمة ، وقد قال أكمل الخلق عليه وآله السلام - لما سئل عن رؤيته - : نوراني أراه ؟ وقال : لا احصى ثناء عليك ، لا أبلغ كل ما فيك . وقال تعالى منبها على ذلك : ويحذركم الله نفسه ( 28 - آل عمران ) وما أوتيتم من العلم الا قليلا ( 85 - الاسراء ) فما ظنك بما ليس يعلم ؟ وقال عيسى عليه السلام : ولا اعلم ما في نفسك ( 116 - المائدة ) وهو روح الله ومن المقربين باخبار الله وأقرب الأشياء إليه لنسبة روحه إليه . 136 - 4 ولهذا نهى الناس عن الخوض في ذات الله تعالى ، وقد سلف قوله قدس سره : وعن كنه ربك فلا تسأل . . . إلى قوله : فما بعد العشية من عرار . هذا ما في التفسير . 137 - 4 اما الذي يفهم من النفحات فهو ان الفرق بنفس الإحاطة وعدمها في غير الكمل ، اما فيهم : فالفرق بدوام الإحاطة وبالتقدم وكمال الانبساط لا غير ، وهو الوجه الثالث لمعنى الجهل ، أعني عدم دوام الإحاطة وعدم كمال الانبساط ، حيث قال فيه : اعلم أن أكمل العلوم وأتمها مضاهاة لعلم الحق لا يحصل الا لمن خلت ذاته عن كل صفة ونقش ، واستقر في حاق النقطة العظمى الجامعة للمراتب كلها والوجودات والاعتدال الحقيقي المحيط بالاعتدالات المعنوية والروحانية والمثالية والحسية ، فتحقق بالاطلاق الكمالي الإلهي والتعين الأول الذي قلنا إنه محتد التعينات حتى صارت ذاته كالمرآة لكل شئ من حق وخلق ينطبع فيه كل معلوم كان ما كان ، ويتعين في مراتيته بعين تعينه في نفسه وفي علم الحق ، لا يتجدد له تعين آخر مطابق لتعينه الأول أو غير مطابق ، وهذا العلم هو أشرف العلوم وأكملها ، ولا يمتاز علم الحق عن هذا العلم الا بالتقدم ودوام الإحاطة وكمال الانبساط مع الانسحاب - لا غير - . 138 - 4 ويلي هذه المرتبة العلمية العلم بان يستجلى المعلوم في نفسه ويتعين لديه صورة تامة المضاهاة لتعينه الأول الثابت لذلك المعلوم في علم الحق أزلا دون انصياع المعلوم بخاصية واسطة ما ، وهذا هي صورة علم العقل الأول بالحق وبنفسه وبما أودع ربه فيه من علمه سبحانه بالعالم المقدر الوجود إلى يوم القيامة .