responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 34


في أن الحاصل لهم بطريق التلقي لا يقبل الشك والتردد ، وإذا لم يتبع دليل المشكك في مثله وأعتقد خلافه ، قام الاحتمال في الكل .
50 - 2 السادس : ان حقائق الأشياء في الحضرة العلمية بسيطة فلا يدركها على نحو تعينها فيها الا من حيث أحديتها ، [1] وذلك متعذر ، إذ لا نعلم شيئا الا من حيث اتصاف أعياننا بالوجود وقيام الحياة والعلم بنا ، وارتفاع الموانع الحائلة بيننا وبين ما نروم ادراكه ، فهذا أقل ما يتوقف معرفتنا عليه ، وهذه جمعية كثيرة ، فالبسيط لا يدركه الا بسيط ، فلا نعلم من الحقائق الا صفاتها من حيث هي صفات - لا من حيث حقائقها لما مر - وقد اعترف به الرئيس ابن سينا . وصفاتها متعددة ومتفاوتة قربا وبعدا ، ولذلك أيضا تفاوت علوم الناس ، فالعلم بالحقائق متعذر الا من الوجه الخاص بارتفاع حكم النسب والقيود الكونية من العارف حال تحققه بمقام : كنت سمعه وبصره ، ومن احكام هذا السر اسرار اخر غامضة ، منها : حكم تجلى الحق الساري في حقائق الممكنات ، وإليه يشير قول الشيخ الكبير رضي الله عنه :
ولست أدرك من شئ حقيقته وكيف أدركه وأنتم فيه ؟
51 - 2 السابع : وأقول : انه يؤيد الوجه السادس ما اعترف به أهل الميزان بأسرهم : ان البسائط لا تحد والرسم لا يعرف كنه الحقيقة ، ومعرفة المركب فرع معرفة بسائطه ، إذ كل مركب ينحل إليها في الوجودين الذهني والخارجي بحسب التركيب ، وإذ لا موقوف عليه ، فلا موقوف ، فلا علم بالحقائق أصلا .



[1] - أحديتنا - ط - ل - قوله : الا من حيث أحديتها : هكذا في النسختين الموجودتين عندنا ولكن في نظري القاصر انه غلط والصحيح من حيث أحديتنا ، بالضمير المتكلم مع الغير ، حاصل هذا الوجه ان حقائق الأشياء في الحضرة العلمية بسيطة فلا ندركها ، أي فلا يمكن لنا ان ندركها على نحو تعينها فيها الا من حيث أحديتنا ، وذلك أي ادراكنا من حيث أحديتنا متعذر ، إذ لا يخلو من احكام الكثرة ولا نعلم شيئا من حيث حقائقنا المجردة ولا من حيث وجودنا فحسب ، بل نعلم من حيث اتصاف أعياننا بالوجود وقيام الحياة والعلم بنا وارتفاع الموانع الحائلة . فهذا أقل ما يتوقف معرفتنا عليه وهو جمعية كثيرة ، وحقائق الأشياء في مقام تجردها وحدانية بسيطة ، والواحد والبسيط لا يدركه الا واحد بسيط ، فالعلم بالحقائق بكنهها متعذر الا من الوجه الخاص ، أي إذا ظهر حكم أحديتنا بارتفاع حكم الكثرة والقيود الكونية وطلوع الوحدة الحقيقية السارية عن مغربها حال تحقق العارف السالك بمقام كنت سمعه وبصره وبالمرتبة التي فوقها المختصة بقرب الفرائص وبما بعدها إلى ما شاء الله ، تدبر تفهم ( ش )

34

نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست