responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 30


الناتجة عن امتزاجات القوى الطبيعية ومن ممازجات القوى الفلكية والتوجهات الملكية مع النفوس البشرية والقوى السفلية ، وأيضا تعقل صفات الحق في عرصة الفكر الإنساني من حيث الاطلاق الحقيقي متعذر ، لان الانسان لا يدرك الا متعينا في مقامه النظري بحسب قوته الفكرية ، وليس هو سبحانه وأسمائه في نفسه كهى في تصور المتصورين بأفكارهم ، وهكذا شأن الانسان في معرفة الحقائق في مقام تجردها مطلقا .
2 ومن جملة الأمور التي لا يستقل العقل بادراكه : سر ترتيب طبقات العالم وخواصه ، وسبب انحصار كل جنس ونوع وصنف في عدد واختصاصها بأوقات وبقاع وأحوال مخصوصة ، وامتياز كل بعد الاشتراك في أمور ، وكذا معرفة العلة الغائية في ايجاد مجموع العالم أو بعض من أجناسه أو أنواعه ، وبالنسبة إلى كل قطن [1] وشريعة وعالم ومرتبة .
36 - 2 فلما رأى المستبصرون من أهل الله ذلك ووجدوا علوم الناس ظنونا وتخيلات لا اتفاق لهم فيها - ما خلا أكثر المسائل الرياضية الهندسية وغايتها معرفة المقادير - لم ترض نفوسهم الا ان تكلفوا بمعرفة أشرف المعلومات ، لجلالة قدرها ودوام ثمرتها ، بعد مفارقة الأجسام طلبا للاتصال بجناب العلام ومضاهاة نشأته الاعلى في معرفة حقائق الأشياء ، بل مقتضى حال خلاصة خاصة الخاصة ، المؤهلين للظفر بذلك ، جمع الهم بالكلية على الحق - على نحو ما يعلم نفسه - وتفريغ المحل عن طلب ما سواه ، وإن كان مثمرا سعادة ما ، أو منتهيا بصاحبه إلى كمال نسبى ، فمتى قدر لهم معرفة شئ غير الحق ، وإن كان يفيض منه سبحانه دون تعمل منهم ، فإنما موجبه سعة دائرة كمال استعدادهم الغير المجعول ، لا انه مقصودهم أو متعلق هممهم - كغيرهم من الناس - 37 - 2 ثم نقول : فلما شاء الحق تكميل مرتبة العلم وتكميل بعض عباده بالعلم المختص بالقسم الثاني على نحو تعينه في علم الحق ، اصطفى من خلقه في كل عصر ومن كل جيل نقاوة سموا أنبياء وأولياء وأيدهم بروح منه واطلعهم على ما شاء من حقائق صفاته واسرار



[1] - أي الناحية - قطر - ل

30

نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست