إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
احكام وجوب وجوده . ثم امرهم ان ينبهوا جميع الناس على هذا الطرز وما يتضمنه هذا القسم ويدعوا إلى ربهم ويعرفوا بالطريق الموصل بالحكمة والموعظة الحسنة . ثم أيدهم بالمعجزات والنصرة التي يتضمنها احكام نفوسهم الماضية وسيوفهم الباترة [1] ، فامتثلوا وأعربوا عن بعض ما شاهدوا ، لكن بلسان التشويق والايماء ، الجامع بين الكتم والإفشاء - وفاء لحقوق الحكمة [2] - 38 - 2 فاختلف استعداد المخاطبين في تلقى ما أتت به الرسل ثم الكمل من الأولياء ، فمن الناس من قبل مطلقا - عرف أو لم يعرف - وهم كافة أهل الاسلام ، ومنهم من أنكر مطلقا ، وهم أهل الكفر ، ويقرب منهم أهل الطغيان ، وان كانوا من وجه مستيقنين ، ومنهم من آمن ببعض وكفر ببعض ، ومنهم المتوقف الحائر بين الاقدام للمعجزات والاحجام - لعجزه عن التوفيق بين عقله القاصر وشرعه - فهذه أربع طوائف . 39 - 2 ثم إن الطائفة الأولى أقسام : 40 - 2 قسم وقف مع الظاهر ولم يتعد ولم يتأول وعزل عقله مطلقا ولم يتشوق لان يعرف ، وهم الظاهرية المقتصرون على صورة العبارات . 41 - 2 وقسم آمن بما ورد مطلقا ، فما ساعده نظره ادراكه ، والا فآمن به على مراد الله والكمل من سفرائه - دون الجمود على الظاهر - بل أثبت صفات الكمال ، منزها ربه عما لا يليق بجلاله ، لكن على نحو ما يعلم سبحانه نفسه ، لا من حيث ما يتصوره أمثاله ، بل قال : رب أمر [3] يكون بالنسبة إلى ادراك صفة [4] كمال يليق بجلاله ، ويكون بالنسبة إلى علمه [5]
[1] - هذه النصرة هي الفتح المطلق المشار إليه بقوله تعالى : إذا جاء نصر الله والفتح . والفتوحات ثلاثة : فتح قريب وفتح مبين وفتح مطلق ، وهذه الأخير وإن كان مختصا بصاحب الولاية المطلقة الا ان غيره من الرسل أيضا له حظ بالتبع - لا بالأصالة - واما الفتحان السابقان : فلا يختص به صلى الله عليه وآله ( خ ) [2] - فان الأنبياء عليهم السلام صاحب الاسرار وليس من شأنهم افشائها لدى الأغيار ، ولذا تراهم في اظهار المعارف كان لسانهم غير لسان الحكماء ، والمحققون أيضا تابع لهم في ذلك - خ - وفاء - ل [3] - بالتنوين - التنكير - أي ادراك ( ش ) [4] - بالنصب خبر ليكون جملة يليق صفة الكمال - ش [5] - بالنسبة بعلمه - ط أي علم الحق بذلك الامر - ش