القاساني [1] في رسالة القضاء والقدر ، أعني [2] العناية الأزلية بمجموعها [3] وليس بشئ ، فان الظهور التفصيلي [4] ليس بازلى ، وأيضا تعين الاحكام من خصوصيات الحقائق ومراتبها كما مر ، لا من الحق كما هو ، لان شأنه الفيض والظهور موافقا لنسب علمه . 563 - 3 فالحق ان عنايته وان فسرت بوجه آخر مجازا ، حقيقتها عندنا إفاضة نوره الوجودي على من انطبع في مراة عينه ، وحضرته [5] العلمية صورته [6] التي هي نسبة معلوميته واستعد [7] لقبول حكم ايجاده ومظهريته ، لكن بحسب ذلك الاستعداد إذ باعتباره يتعين حصة الايجاد ، فهو تعالى من حيث حقيقته الغنية واطلاقه الذاتي ليس كمثله شئ ( 11 - الشورى ) وإن كان من حيث تعلقه بالكائنات وافتقارها إليه في الوجود وتوقف خصوصية ظهوره في كل مظهر على نسبة معلوميته عنده وهو السميع البصير ( 11 - الشورى ) فالأول بظاهره تنزيه يتضمن التشبيه بتصوير المثلية إذا كان الكاف غير زائدة [8] ، والثاني بظاهره تشبيه يتضمن التنزيه بالحصر ، فان حقيقة السمع والبصر ومطلقهما له ، بل [9] عينه في البطن السابع كما مر في أوائل الكتاب . 564 - 3 ومن المناسب ان يشار ههنا إلى حقيقة الفيض وأقسام التنزيه : 565 - 3 اما الأول : فقد قال الشيخ قدس سره في النفحات : الفيض الواصل من
[1] - قيل إن القاساني لم يفسر العناية الأزلية بمجموعهما بل جعلها عبارة عن إحاطة علم الله تعالى بالكل على ما هو عليه ، أي بالكلى كليا وبالجزئي جزئيا ، وجعلها شاملة للقضاء والقدر يعنى به أي بالشمول إحاطة علمه بالكلى كما كان حصول صور جميع الموجودات في القضاء كليا وبالجزئي كما كان حصولها في القدر جزئيا ومحل القضاء القلم الاعلى ومحل القدر اللوح المحفوظ ، ولا ريب عندهم في أن الصور الثابتة في القلم اجمالا وفي اللوح تفصيلا أزلية ، فكيف قال الشارح المحقق الظهور التفصيلي ليس بازلى ؟ نعم قد يتوجه قوله إذا أراد القاساني منه الظهور التفصيلي بالوجود الخارجي كلا . انتهى - ش [2] - تفسير لضمير فسرها - ش [3] - أي بمجموع القضاء والقدر - ش [4] - الذي في القدر - ق [5] - عطف تفسيري لقوله مرآة غيبه - ش [6] - فاعل انطبع - ش [7] - عطف على انطبع - ش [8] - إذا كان الكاف غير زائدة - كما ذهب إليه الشيخ رضي الله عنه في فتوحاته - يكون إثبات المثل صريحا ، اما على تقدير الزيادة ، فالتشبيه ضمني ، لان أكثر استعمال النفي فيما فيه المنفى متصور لئلا يكون نفى معدوم ، فافهم ، وكذا حكم عدم الزيادة إذا استعملت الكاف على سبيل الكناية أو على المذهب الكلامي ، فافهم - ش [9] - أي بل السمع والبصر في البطن السابع عين الذات وكل منهما عين الاخر ، فان البطن السابع مختص بصاحب الإرث المحمدي - ش