responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 22


وكأني انظر إلى عرش الرحمن بارزا - الحديث [1] - إلى أن قال صلى الله عليه وآله : عرفت [2] فالزم ، فهذا مرتبة : ان تعبد الله كأنك تراه . وقد قال الشيخ قدس سره في الفكوك : انها أوسط مراتب الاحسان [3] ، لان اخرها ما سيجئ - أعني المشاهدة من دون كأن - ولسانها :



[1] - الكافي : باب حقيقة الايمان
[2] - كذا في جميع النسخ والظاهر : أصبت .
[3] - قوله : وقد قال الشيخ في الفكوك : انها أوسط مراتب الاحسان لان آخرها ما سيجئ : اعلم أن الاحسان قد يطلق بالمعنى العام على ما يستفاد من قوله تعالى : هل جزاء الاحسان الا الاحسان وله ثلاث مراتب : الأولى فعل ما ينبغي لما ينبغي ، أي متابعة الأوامر والنواهي الإلهية قولا وفعلا ، هذا هو المعاملة مع الحق في مقام النفس والحس الظاهر وفي مرتبة الاسلام ، والمرتبة الثانية وهى التي أجابها النبي عند سؤال الاحسان وقوله : الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه ، وهى عبارة عن استحضار الحق على ما وصف به نفسه في كتبه وعلى السنة رسله وأوليائه المعصومين دون مزج ذلك بشئ من التأويلات السخيفة بمجرد الاستبعاد وقصور ادراك العقل النظري المشوب بالوهم الغير المنور بنور الشرع في فهم مراد الله من اخباراته . وبعبارة أخرى : العلم القطعي بتفاصيل اخباراته النبوية من المبدأ والمعاد وما بينهما ، وهذا هو المعاملة مع الحق تعالى في مقام الروحي الغيبي الإضافي المختص حكمه بباطن الايمان وروحه وحقيقته ، كما أن نشأ في النفس حسية وحكمها يختص بصورة الايمان وحقه كما فصلنا تلك المرتبة في قصة حارثة ، والمرتبة الثالثة هي مقام المشاهدة دون ( كأن ) كما هو المروى عن قطب الأولياء سيد الموحدين والمشاهدين علي عليه السلام : كيف أعبد ربا لم أره ؟ هذا هو المعاملة مع الحق في مقام السير الغيبي الحقيقي ، فهي أول مراتب الولاية واخر مراتب الاحسان بهذا المعنى العام وقصة حارثة أوسط مراتب الاحسان ، وقد يطلق الاحسان على معنى خاص على حسب طبق الحديث النبوي المذكور ان الاحسان ان تعبد الله كما تراه ، بحيث تكون المرتبة الأولى المذكورة خارجة عن درجات الاحسان ، وعلى هذا الاطلاق الثاني فالاستحضار التفصيلي القطعي العلمي وحقيقة الايمان وباطنه كما في قصة حارثة أول درجات الاحسان ومقام قرب النوافل ، وكنت سمعه وبصره ثاني درجاته ومقام قرب الفرائص اخر درجاته وأوسط مراتب الولاية والمشاهدة ، وقد يطلق على معنى أخص على ما يستفاد من قوله تعالى : ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين ، حيث ختم الآية بذكر الاحسان واقرن محبة الحق بالمحسنين ، ومن قوله تعالى : ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن ، أي ومن ينقاد برمة ذاته إلى الله وهو مشاهد ، فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور ونظائرهما ، وعلى هذا المعنى فالمرتبة الثانية أيضا خارجة عن درجات الاحسان ، فأول ظهور الولاية ومرتبة الكمال والمشاهدة أول درجات الاحسان ، فمقام قرب النوافل أول درجاته ومقام قرب الفرائض أوسط درجاته ومقام أحدية الجمع آخرها . وإذا فهمت ما نبهت عليه فيرتفع التنافي والتناقض والتخالف في كلمات الشيخ وغيره من العرفاء الكاملين عن نظرك حيث قال في الفكوك : ان قضية حارثة ومرتبة كأنك تراه أوسط مراتب الاحسان وآخرها مرتبة المشاهدة من دون ( كأن ) وقال في تفسير الفاتحة بعد نقل قضية حارثة انها آخر درجات الايمان وأول مراتب الاحسان ، وقال أيضا : ان مرتبة قرب النوافل أول درجات الاحسان ، وقال الشارح الفرغاني ههنا على ما نقله الشارح على طبق ما ذكرنا في المعنى الأول من المراتب الثلاث . وقال في تحقيق المنازل في شرح القصيدة -

22

نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست