responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 21

إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)


حارثة كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت مؤمنا حقا ، فقال : ان لكل حق حقيقة [1] ، فما حقيقة ايمانك ؟ قال : عزفت نفسي عن [2] الدنيا فتساوى عندي ذهبها وحجرها ومدرها ، ثم قال :


- بموجب حكمه بامكان وقوع ما ذكر له وكذلك حكم الرجاء ، كحال المريض الذي لا يعرف الطب مع الطبيب الذي يعتقد صدقه وكمال خبرته بالطب ، والخشية صفة الطبيب العارف بمضار الأغذية والمشارب ومنافعهما ونحو ذلك ، وإلى هذا المقام الإشارة بقوله تعالى : انما يخشى الله من عباده العلماء . الا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . وملخص ما ذكرنا انه لا يخلو الرغبة والرهبة من أحد أمرين : أحدهما علمي قطعي ( فعلى ) والاخر ايمانى ، فموجب الرغبة اما تصديق تام بالموجود أو اطلاع محقق عن قبل ما اطلع عليه المخبر الصادق صلى الله عليه وآله ومن مأخذه ومشربه وموجب الرهبة أيضا اما تصديق تام بما وقع الانذار به فينتج خوفا كتصديق المريض الطبيب فيما يحذره منه من المضرات ويسمى خوفا . واما علم محقق بالمضار والمنافع ، كحال الطبيب مع ما يعرفه من مضار المآكل والمشارب ومنافعهما ، فالتصديق ينتج الخوف والعلم ينتج الخشية ، فالخشية خوف خاص لا يقوم الا بمن يعلم نتائج الأعمال وثمره الخشية ، فمن قامت به عدم الاقدام على كل فعل يعلم أن نتيجته متى طهرت له واتصلت به لا يلائمه ولا يرضيه ، والخوف لا يشترط فيه العلم بمعرفة كل فعل ونتيجته ، بل يشترط فيه التصديق بما ورد الاخبار عنه بلسان الانذار والنظر في أسباب السلامة فإنما هي للاهتمام بالمقصود خصوصا أمرا يفرق بين الخوف والخشية ، فإنه قد اشتبه على كثير من الأفاضل ، حتى نقل عن بعض الأعاظم عدم الفرق بينهما ، وبعضهم فرقوا بينهما بجهات سخيفة واعتبارات ضعيفة غير قابل للنقل والتضعيف ، فافهم ما ذكرنا واغتنم ، فان هذا من لباب المعرفة ( ش ) .
[1] - قوله : فقال صلى الله عليه وآله : ان لكل حق حقيقة : ولما كان الانسان السالك مع ايمانه وتوبته وملازمته للأعمال الصالحة واستحضاراته القطعية التفصيلية يتحرى الأسد ، فالأسد الأولى فأولى من كل كلام وعمل فيتقى ويترقى من حق الايمان إلى حقيقته فقال صلى الله عليه وآله : لكل حق حقيقة ، منبها على ذلك لحارثة فقسم معنى الايمان الذي هو روحه إلى حق وحقيقة ، فلما قال حارثة : عزفت نفسي من الدنيا إلى الآخرة فقال له صلى الله عليه وآله : عرفت فالزم ، أي عرفت ان الشرط في كمال التصديق والايمان استحضار ما وردت به الاخبارات الإلهية والنبوية على القطع واليقين وما بعد ذلك فوق مرتبة الايمان ، لأنه شهود وعيان ، فمقام : كأني انظر إلى عرش ربى - إلى اخره ، برزخ بين التصديق الجملي وبين الكشف العياني والعلم الشهودي وما بعد مقام كأني - إلى آخره ، علم تام وشهود محقق ومعاينة . ولما كان هذا المقام أعلى درجات الايمان الحجابي وما فوقه درجة فيه امره صلى الله عليه وآله بالالزام ، لأنه ما وراء عبادان قرية ، والامر باللزوم من جهة كونه موجبا لوصوله إلى الايمان الشهودي ، أو لان هذا مقامه المقدر له في الحضرة العلمية بحسب استعداده الذاتي ، فالامر باللزوم معنى اخبار عن حقيقة الامر هذا كذلك بناء على أن يكون المراد بقوله فالزم ، الامر بملازمة ما عرف الحارثة ، أي عرفت حقيقة الايمان فالزم ما عرفت ، ويحتمل ان يكون المراد من الامر باللزوم ملازمة الكامل ومصاحبته ، أي أنت وان عرفت الايمان ووجدت حقيقته ولكن فالزم عند غيبتنا وحضورنا حتى تصل إلى مقام أعلى منه فتدبر ، ويستفاد منه ان كل من صحبه شخصا ووجد في حاله زيادة عليه من الكمالات والمقامات ، فعليه بملازمته ، فهذا معنى هذا الحديث فتدبره وكرر التأمل فيه تفز بكليات العلوم والاسرار ( ش ) .
[2] - عرفت - ن - ط - ع - قوله : عزفت : عزف عن الشئ ، يعزف ويعزف وعزوفا بالعين المهملة والزاء المعجمة معناه بالفارسية : باز ايستاد از خير ، وفي بعض النسخ : عرفت نفسي الدنيا بدون نقطة بالعين والراء المهملة ( ش ) - عيب - ن - ط - ع - نفسي الدنيا - ل

21

نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست