السبب على طريق المسابقة العلية - تسلسل [1] - وإن كان على طريق المسابقة الاعدادية فليكن الآثار المختصة كذلك من غير حاجة إلى الصورة . 155 - 3 لأنا نقول : على طريق المسابقة ، لكن الفرق على ما ذكرنا ان الآثار كتسخن الماء يعود إلى أصلها عند زوال التأثير ، والصورة المائية مثلا إذا زالت إلى الهوائية لا يعود بنفسها ، وفيه بحث من وجهين : 156 - 3 الأول : لم لا يجوز ان يكون القوى المسماة بالصور اعراضا متعاقبة متسابقة لا تتبادل الا بما سموه كونا وفسادا - بخلاف سائر الاعراض - ؟ 157 - 3 لا يقال : تنوع الأجسام بتلك القوى فلا تكون اعراضا - لامتناع تقوم الجوهر بالعرض - 158 - 3 لأنا نقول : القوى المسماة صورا نوعية إن كانت محسوسة في الأجسام تكون تابعة لعالم الأرواح والمعانى ، فلم لا تكون المؤثرات تلك المتبوعة ؟ وإن كانت معقولة روحانية ، لم تكن في الجسم ، هذا خلف ، ثم كيف يتقوم الأجسام بها ، على أن الجوهرية كالعرضية نسبة على قاعدة التحقيق ، والفرق بينهما بالتابعية والمتبوعية ، فلم لا يجوز ان يتقوم نسبة متبوعة بحقائق مثلا بنسب تابعة لحقيقة أخرى ، كالحركة السريعة والبطيئة [2] ؟
[1] - قوله : الدليل يعاد في اختصاصه . . . إلى اخره ، حاصله اننا ننقل الكلام في اختصاص الأجسام بالصور النوعية ، فإن كان بالفاعل المفارق فكذا إلى آخر الدليل ، وإن كان بصورة مختصة أخرى هلم جرا تسلسل ، هذا كله فيما إذا كان على طريق العلية ، واما إذا كان الاجتماعات السابقة معدة لإفاضة الصورة النوعية ، فلم لا يجوز ان يفاض الآثار بواسطة الاعدادات السابقة من غير وساطة الصورة النوعية - خ [2] - قوله : على أن الجوهرية كالعرضية . . . إلى اخره ، كون الجوهرية والعرضية نسبة لا يقتضى جواز تقوم أحدهما بالآخر ، كما أن العقلية والجسمية أيضا نسبة ولا يجوز تقوم أحدهما بالآخر ، فان مظاهر الأسماء تابعة لها ، فالأسماء المتبوعة تقتضى الجوهرية والتابعة تقتضى العرضية والمراتب محفوظة ولن تجد لسنة الله تبديلا ، والنقض بالحركة السريعة والبطيئة في غير محله ، اما على مسلك الحكيم فظاهر ، واما على مذهب أصحاب التحقيق فلان الحركة لا يتقوم بهما ، بل الحق تقوم الحركة بالتجليات المتبوعة من وجه وهما متقومان بالتابعة ، بل التقويم والتقوم بين الأسماء المتجلية والمظاهر دون المظاهر بعضها مع بعض الا بوجه آخر غير ما يفهمه الجمهور ويحتاج إلى مشرب أحلى وتحقيق في الأسماء المحيطة والمحاطة وليس هنا محل تحقيقه - خ