responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : محمد داوود قيصري رومي    جلد : 1  صفحه : 988


وإضافتها إلى الكلمة ( الأيوبية ) لنزول الخطاب في حقه . فالمراد بالحكمة ( الغيبية ) ظهور الحق له بالسلوك والرياضة والطاعة والعبادة ، وحصول ماء الحياة التي هي في عين الظلمات بالصبر في أنواع البلايا والمحن الواقعة في نفسه وأهله و أمواله وأولاده ، فكان كلها رفعا لدرجاته وتحصيلا لكمالاته وترقيا في حالاته و تجلياته ، لشهوده المبلى والممتحن في عين البلايا والمحن ، وصبر به على مقاساة الشدائد ومتاعبها ، ولم يشتغل بإزالتها ومداراتها حتى وصل في عين القرب من الرب وحصل في مقام الأنس برفع وحشة الطلب ، فنادى : ( إني مسني الشيطان بضر ) . فكشف الله عنه ضره وطهر عن أدناس الموانع سره .
لا يقال : إنما سمى حكمته ( غيبية ) لأن أموره كلها ما ظهرت إلا من الغيب أولا وآخرا . لأن أهل العالم كلهم لا يظهر أمورهم إلا من الغيب ، فلا اختصاص حينئذ [1]



[1] - وما ذكره الشارح العلامة بقوله : ( لا يقال . . . ) . فمدفوع بأن المراد أن أمور الأيوب ، عليه السلام ، أولا وآخرا ظهرت من الغيب من غير سبب معهود وموجب مشهود ، و أهل العالم لا يظهر أمورهم في الأكثر إلا بأسباب معهودة وموجبات مشهودة ، فظهر حينئذ الإختصاص ، وظهر أيضا عدم توجه الشارح العلامة بما ذكره شيخه وأستاذه ، كمال الدين الكاشاني ، وعدم رجوعه إلى ما حققه الشارح الأول لكتاب الفصوص . و نحن نذكر ما ذكره الشارح الجندي على سبيل التخليص ونقول : قال المؤيد الجندي في أول هذا الفص : ( لما كانت أحواله ، عليه السلام ، في زمان الابتلاء وقبله وبعده غيبية ، أسندت هذه الحكمة ( الغيبية ) إلى الكلمة ( الأيوبية ) . وأما قبل زمان الابتلاء ، فلأن الله تعالى أعطاه من الغيب بلا كسبه ما لم يعط أحدا ، من المال والبنين والزرع والضرع والخول والعبيد . وأما في زمان الابتلاء ، فلأنه كان يصعد له من الأعمال الزاكية مثل ما يصعد من أهل الأرض أو أوفى . فغار عليه الإبليس وبنوه وفصده بالأذية ، هو وذووه . والقصة مشهورة . وهو ، عليه السلام ، مع كثرة الأموال والبنين والبنات والزرع والضرع والمواشي كان يشكر الله كثيرا . فألقى عليه اللعين : إنه لو كان في حال الابتلاء والفقر صبورا و شكورا ، لكان أعظم قدرا وأعلى مكانة . وقد ابتلى ، عليه السلام ، بالفقر وموت الأبناء والأولاد وإعراض جل أهله وذويه . وبعد غيبة أهله وابتلائه بالفقر ، مسه الشيطان بضر في نفسه وهجمت عليه ، عليه السلام ، الآلام والأسقام ، وتولد الدود في جسمه . وهو ، عليه السلام ، عرف السر بنور النبوة ، ولم يجزع ، وتوجه بتمام وجوده إلى الحق وصبر على المصائب ، وكان عبدا شكورا مقبلا إلى الحق . وكان ابتلاؤه من غير الأسباب المعهودة والعادية . وأما رفع ابتلائه ودفع آلامه وأسقامه ورد ما أخذه الله عنه من البنين والبنات ، كل ذلك كان من قوة إيمانه بالحق وثقته بما ادخره الله في خزائن غيبه وفتح الله له من غير الأسباب والعلل المعهودة . ولهذا صدر الشيخ الكبير الفص الخاص به ، عليه السلام ، بالحكمة ( الغيبية ) . ( ج )

988

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : محمد داوود قيصري رومي    جلد : 1  صفحه : 988
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست