كوننا معدومين ، وبما أعطاه إيانا من الوجود والكمالات اللازمة له مع مقتضى أعياننا . ( فأحياه الذي يدرى * بقلبي حين أحيانا ) أي ، أحيا قلبي بالحياة العلمية الذي هو عالم به [36] واستعداده الحاصل له في الأزل حين أحيا أرواحنا وقلوبنا بالحياة الذاتية الحسية . تقديره : الذي يدرى بقلبي أحياه حين أحيانا . ( فكنا فيه أكوانا * وأعيانا وأزمانا ) أي ، فكنا في غيب الحق وفي علمه أعيانا ثابتة ، وفي عالم الأرواح أكوانا موجودة مبدعة ، وكنا عند نزولنا إلى غيوب السماوات والأرض ومرورنا بهذه المنازل و غيرها من منازل المعادن والنباتات والحيوانات إلى حين الوصول إلى هذه الصورة الإنسانية أزمانا ودهورا في الغيب حتى ظهرنا في هذه الدار . ولما ذكر كوننا في علم الحق ومراتب غيوبه وشهاداته دائما ، ذكر ما يتعلق بطرف الحق أيضا بقوله : ( وليس بدائم فينا * ولكن ذاك أحيانا ) أي ، وليس الحق بحسب ظهوره وتجليه بدائم فينا ، ولكن ذاك أحيانا يحصل لقلوبنا استعداد ذلك التجلي الذي به يحصل الشهود والعلم الحقيقي الموجب للحياة الروحانية ، وبه يصير الحق سمع العبد وبصره وجوارحه ، والعبد سمع الحق وبصره وباقي صفاته . ( ومما يدل على ما ذكرناه في أمر النفخ الروحاني مع صورة البشر العنصري ، هو
[36] - أي ، أحيى قلبي بالحياة العلمية . ( الذي ) أي الحق الذي عالم بقلبي . وضمير ( به ) يرجع إلى ( القلب ) . ( ج )