responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : محمد داوود قيصري رومي    جلد : 1  صفحه : 1181

إسم الكتاب : شرح فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 1197)


( فلا يبقى فيمن حوى عليه العرش من لا تصيبه الرحمة الإلهية . وهو قوله تعالى : ) أي ، وهذا المعنى المذكور في قوله تعالى : ( ( ورحمتي وسعت كل شئ ) . ) أي ، فليس في كل ما يحيط به هذا الاسم الرحماني ومظهره الذي هو العرش من الموجودات من لا تصيبه الرحمة الرحمانية . وهي كالوجود والرزق وأمثالهما من النعم العامة الظاهرة والباطنة . لذلك قال تعالى : ( ورحمتي وسعت كل شئ ) .
ولما كان العرش محيطا بكل ما فيه من الموجودات - كما قد مر أن العرش الروحاني الذي هو العقل الأول محيط بجميع الحقائق الروحانية والجسمانية والعرش الجسماني محيط بجميع الأجسام - قال : ( والعرش وسع كل شئ ) .
وقوله : ( والمستوى ( الرحمن ) ) إشارة إلى قوله تعالى : ( الرحمن على العرش استوى ) أي ، الحاكم والمستولي على العرش من الأسماء هو الاسم ( الرحمن ) ، والعرش مظهره الذي منه وبه يفيض على ما تحته من الموجودات ، فإن الأسماء من حيث إنها نسب الذات لا تصير مصدرا للأنوار الفائضة منها إلا بمظاهرها الروحانية ، ثم الجسمانية .
( فبحقيقته يكون سريان الرحمة في العالم ) أي ، بحقيقة هذا الاسم الرحماني يحصل سريان الرحمة في العالم ، وهي ما يمتاز الاسم به عن غيره . وإن شئت قلت : وبحقيقة العرش يكون هذا السريان في العالم . وهي العين الثابتة التي ظهر بها الرحمن في العالم ، كما ظهر بالعقل الأول في عالم الأرواح ، وبالفلك الأطلس في عالم الأجسام ، فإن الظاهر والمظهر بحسب الوجود واحد .
( كما بيناه في غير موضع من هذا الكتاب ومن الفتوح المكي . ) من أن حقيقة الاسم هو ما يمتاز به عن غيره ، وهي الصفة ، فإن الذات مشتركة في الكل . و حقيقة الرحمة الرحمانية التي هي الرحمة الذاتية يقتضى الرحمة الصفاتية التي تظهر في المظاهر العينية بسريانها فيها سريان الرحمة في العالم .
( وقد جعل الطيب الحق تعالى في هذا الالتحام النكاحي ) الواقع بين الرجل والمرأة ، وجعل الطيب ( في براءة عائشة ، فقال : ( الخبيثات للخبيثين والخبيثون

1181

نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : محمد داوود قيصري رومي    جلد : 1  صفحه : 1181
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست