تعالى عليه من أمرهما ) بقوله : ( رحمة الله علينا وعلى موسى ، ليته صبر حتى يقص علينا من أنبائهما ) [22] وفي رواية أخرى - متفق على صحتها - أيضا : ( لو صبر أخي موسى ، لرأى العجب ، ولكن أخذ به من صاحبه دمامة ) . - الحديث . ( فيعلم بذلك ما وفق إليه موسى ، عليه السلام ، من غير علم منه ) ( فيعلم ) ب ( الياء ) عطف على ( يقص ) . أي ، حتى يقص الله ، فيعلم رسول الله الذي وفق إليه موسى من الأعمال من غير علم منه واختيار منه . ( إذ لو كان عن علم ، ما أنكر مثل ذلك على الخضر الذي قد شهد الله له عند موسى وزكاه وعدله . و مع هذا غفل موسى عن تزكية الله وعما شرطه ) الخضر . ( عليه في اتباعه رحمة بنا إذا نسينا أمر الله . ) أي ، تلك الغفلة رحمة من الله بنا إذا نسينا حكم الله ، حتى لا نؤاخذ بالنسيان . ( ولو كان موسى عالما بذلك ، لما قال له الخضر : ( ما لم تحط به خبرا ) . أي ، إني على علم لم يحصل لك عن ذوق ، كما أنت على علم لا أعلمه أنا . فأنصف . ) أي ، الخضر . ( وأما حكمة فراقه ، فلأن الرسول يقول الله فيه ) أي ، في حقه . ( ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) . فوقف العلماء بالله الذين يعرفون قدر الرسالة والرسول عند هذا القول ، وقد علم الخضر أن موسى رسول الله ، فأخذ يرقب ما يكون منه ) أي ، ما يصدر منه ( ليوفى الأدب حقه مع الرسول ) أي ، وقف العلماء بالله ، كالخضر وغيره ، عند هذا القول ، وهو : ( ما آتاكم الرسول فخذوه ) ليوفى الأدب حقه مع الرسول . ( فقال له : ( إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني ) . فنهاه عن صحبته . فلما وقعت منه الثالثة ، قال : ( هذا فراق بيني وبينك ) . ولم يقل له موسى لا تفعل ، ولا طلب صحبته ، لعلمه بقدر الرتبة التي هو ) أي ، الخضر ( فيها التي أنطقته بالنهي عن
[22] - نقل السيوطي في الجامع الصغير عن أبى داود والنسائي : ( رحمة الله علينا وعلى أخي موسى ليته صبر . . . ) . في نسخة : ( لو صبر . . . ) .