هذه النشأة العنصرية والصورة الطبيعية . وإما مؤمن بالرسل وأهل الكشف ، مسلم أمره إليهم منقاد بأوامرهم : فإن كان صاحب تجل ، فهو عارف بشهوده حقيقة ما قلناه من أن الأمر ينقسم إلى مؤثر ومؤثر فيه . والمؤثر في جميع الحضرات الكونية والإلهية هو الله ، والمؤثر فيه في كلها هو الأعيان ، ولا بد أن يسند كلا منهما إلى أصله . وإن كان مؤمنا بالرسل والأولياء ، فيؤمن به كما ورد في الصحيح : ( أن العبد لا يزال يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه . . . ) - الحديث . ( ولا بد من سلطان الوهم أن يحكم على العاقل الباحث فيما جاء به الحق في هذه الصورة لأنه مؤمن بها . ) المراد ب ( الصورة ) الصورة التي تجلى بها الحق في النوم . أو صورة الرسل . أي ، و لا بد أن يحكم الوهم بحقيقة ما أدركه وشاهده من الصورة المرئية في النوم ، أو اليقظة ، على العاقل المؤمن بالرسل ، الطالب تحقيق ما أتاه الحق من هذه الصورة المثالية ، أو الصورة الكاملة الإنسانية ، من الآيات والأخبار الدالة على تجليات الحق بالصور الحسية والمثالية . لأن هذا العاقل مؤمن بأن تلك الصورة المرئية صورة الحق . أو بالرسل والشرائع المنزلة بالتنزيه الذي يحكم به العقل ، والتشبيه الذي يحكم به الوهم . ( وأما غير المؤمن ، فيحكم على الوهم بالوهم فيتخيل بنظره الفكري أنه قد أحال على الله ما أعطاه ذلك التجلي في الرؤيا ، والوهم في ذلك لا يفارقه من حيث لا يشعر لغفلته عن نفسه . ) أي ، وأما العاقل الذي لا إيمان له بالرسل والشرائع ، و هو صاحب العقل المشوب بالوهم ، فيحكم على بطلان ما حكم به الوهم من إثبات الصور على الله بالوهم الذي هو مشوب بعقله . لأن العقل إذا تنور بنور الكشف ، أو الإيمان ، يدرك ما هو الأمر عليه ، وعند عدم الإيمان بالشرائع لا يخلص عن حكم الوهم ، فيتخيل أن ما أعطاه التجلي في الرؤيا من الصورة مستحيل ، لما أعطاه نظره الفكري ذلك ، فأبطل حكم الوهم بتوهمه الفاسد ، و هو لا يشعر بذلك لعدم علمه بنفسه وأحكامها . ( ومن ذلك قوله تعالى : ( أدعوني أستجب لكم ) . قال الله تعالى : ( وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني ) . إذ لا يكون مجيبا إلا إذا كان من