عقولهم المشوبة بالوهم ، إذ يتوهم الجاهل أنه يمكن أن يكون كاذبا في قوله : ( آتاني الكتاب والحكم والنبوة ) . وفي قوله : ( والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ) . ويبقى الاحتمال مستصحبا معهم إلى أن يظهر عندهم نور الإيمان به ويرتفع عندهم حجاب الكفر . لا بحسب نظر عقول المنورة ، فإن نطقه في المهد و في جميع قرائن أحواله براهين لائحة وآيات واضحة ودلائل شاهدة على صدقه في كل ما يقول ويخبر به ، وهو في المهد . ( فتحقق ما أشرنا إليه . ) أي ، من الأسرار واللطائف فيما قال الحق في يحيى وقال عيسى في نفسه من السلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ، تهتد [5] بلطائف أخر . والله الهادي .