نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 369
وإظهار أسرارها بما هي عليه ، فإنّه من خصائص الوقت الختمي ، ولطائف مولَّداته ، التي لم يكن يلد الزمان ما يتولَّد منه ذلك ( فهي يتيمة الوقت فريدته [1] ) . ثمّ لا مرية أنّه إذا كان مبدأ التمايز والتفرقة ، ومنشأ التفصيل والمغايرة ليس إلَّا مجرّد الآثار والأحكام الاعتباري ، فتكون العين الواحدة مما لا يمكن أن يتفرّق ويفصل في نفسها ، فسائر الحضرات إنّما هو العين الواحدة التي تتكلَّم وتخاطب ، وإليه أشار مخاطبا : ( فإيّاك أن تغفل عنها ، فإنّ تلك الحضرة التي يبقي لك الحضور فيها مع الصورة ، مثلها مثل الكتاب الذي قال الله فيه : * ( ما فَرَّطْنا في الْكِتابِ من شَيْءٍ ) * ) [ 6 / 38 ] ) * وذلك من حيث أنّها هي الجامعة بين كمال تفصيل الصور ، وتمام تبيين المعاني ، كالكتاب ، ( فهو الجامع للواقع ) مما يمكن أن يكون له في النشأة الخارجة عن المشاعر صورة - ظهرت ، أو لم تظهر - ( وغير الواقع ) مما لا يمكن له ذلك ، كالمعاني العقليّة والمثل الخياليّة التي يمتنع لها البروز عن مواطنها ذلك ، ويستحيل أن يظهر في هذه النشأة الخارجية . ( ولا يعرف ما قلناه ) من أنّ الكلّ إنّما هو من العين الواحدة المسماة بالعبد - وإن اختلفت النسب والعبارات بحسب الاعتبارات - ( إلَّا من كان قرآنا في نفسه ) جامعا بين تمام التفرقة وكمال الجمع ، شاهدا في عين العبد ، الكاشفة عن تمام البعد كنه القرب من الحقّ بعينه ( فإنّ المتّقى [1] )
[1] هذا هو المقتبس من مشكاة كريمة ما أَصابَكَ من حَسَنَةٍ فَمِنَ الله وَما أَصابَكَ من سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) * [ 4 / 79 ] . أقول : ومع ذلك قُلْ كُلٌّ من عِنْدِ الله فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً ) * [ 4 / 78 ] في عين تحقّق حقّية قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِه ِ ) * [ 17 / 84 ] فالجمع بين الفرق والجمع هو مقام القرآن في عين الفرقان . [1] عفيفي : وفريدته .
369
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 369