نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 363
مرّة في زاوية من زوايا قلب العارف ما أحسّ بها » ) أي ما وجد لها حسّا ، وهذا غاية ما أمكن من السعة في مرتبة الأجسام ، لأنّه قد جمع غاية البعدين - المتّصل والمنفصل في المظروف وفي الظرف - وقد خصّ من بين عموم زواياه زاوية واحدة ، ولذلك قال : ( وهذا وسع أبي يزيد في عالم الأجسام ) - لا مطلقا - . ولما كان وسع القلب وإحاطة رتبته غير [ ألف / 267 ] مختصّ بما في الأجسام وغيرها ، من المراتب ومدارج التنزّلات ، بل ولا اختصاص له أصلا بالعوالم والتعيّنات الاستجلائيّة - فإنّه المجلى الجامع بين الجلائيّ والاستجلائيّ - أشار إليه بقوله : ( بل أقول : لو أنّ ما لا يتناهى وجوده ) - لأنّ جزئيّات العوالم والتعيّنات الاستجلائيّة إذا أريد أن يعبّر بلفظ صادق عليها ومفهوم يحمل عليها جملة ، فهو ذلك لا غير ، والذي قام البرهان العقلي على انتهائه [1] هو البعد الجسماني القائم بالموجود ، لا وجوده ، فإنّ وجودات الأكوان والحوادث غير متناهية ، ولهذه الدقيقة صرّح ب « الوجود » وإنّما قال : ( يقدّر انتهاء وجوده ) لأنّ التقدير أنّه محاط للقلب . فعلم أنّ انتهاء القلب أيضا تقديريّ فرضيّ ، وإذ قد علم أنّ سعة القلب أكثر حياطة من التعيّنات الاستجلائيّة وأفسح فضاء منها ، ضمّ إلى ذلك : ( مع العين الموجدة له ، في زاوية من زوايا قلب العارف ما أحسّ بذلك في علمه ) أي ما ظهر له حسّ وخبر تحت حكمه الشامل وأمره المحيط الكامل - أعني العلم .