نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 230
خاتم هذا النوع من الظهور الكمالي والوجود الجمعي فلا بدّ وأن يماثل آدم بهذا الاعتبار ، كما صرّح به الشيخ في عنقاء المغرب حيث قال [1] : وإنّما يولد معه أخته ، ليكون الاختتام مشابها للابتداء ، فإن خلق آدم كان أيضا مقارنا لخلق حوّاء * ( إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ الله كَمَثَلِ آدَمَ ) * [ 3 / 59 ] . أو لأنّه لما كان منتهى ظهور هذه الصورة النوعيّة الاعتداليّة الكماليّة الواقعة في أقصى نهاية العدالة الحيوانيّة ، لا بدّ وأن يضاهي مبدأ ظهورها . وأختها هي النفس الحيوانيّة ، فإنّ النفس الناطقة الإنسانيّة إنّما تتولَّد من امّ موادّها العنصريّة معها بعد تمام ظهورها ، ويكون رأس تسليمها عند رجلي قوّتيها الشهويّة والغضبيّة ، اللتين بهما يسلك مسالك متمنّاها في عرض أرض استعدادها . ومما عرفت في التفرقة بين أولاد آدم - من أنّ الذين لهم الظهور بالصور الوجوديّة والقوّة التامّة المقدّرة للنوع من التمكَّن عن اقتناص المعارف من الصور الوجوديّة كشفا ، هم أبناء آدم ، كما أنّ الذين لهم الخفاء في الملابس الكونيّة ، والضعف عن الاستكشاف من الصور المذكورة ، بل انّما يستنبطون علومهم من مكامن الحجب النظريّة والحجج العقليّة فهم بنات آدم أهل الحجاب - ظهر لك أنّ الكامل الذي هو خاتم الأولاد إنّما يخرج مع أخته صاحب
[1] لم أعثر على النص فيما عندي من النسخة المطبوعة منه .
230
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 230