نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 202
فإنّما يوجد بكماله بعد مباشرة الفعل إيّاه وجوده بالفعل ، لأنّ وجوده متأخّر عن الفاعل وفعله مباين له غير متّحد به أصلا . ( فكلّ نبيّ - من لدن آدم إلى آخر نبيّ - ما منهم أحد يأخذ إلَّا من مشكاة خاتم النبيّين ، وإن تأخّر وجود طينته ، فإنّه بحقيقته موجود ) ضرورة أنّه هو الغاية للحركة الوجوديّة بحسب الظاهر ، فإنّه الواضع بأفعاله وأقواله تمام الصورة الدالَّة على كنه المراد ، فله التقدّم بحسب الوجود على الكلّ ، فإنّه الموجود بوجود فاعله ، لكماله الخاصّ به متّحدا به ، ( وهو قوله [1] : « كنت نبيّا وآدم بين الماء والطين » وغيره من الأنبياء ما كان نبيّا إلَّا حين بعث ) . ( وكذلك خاتم الأولياء ) لأنّه هو الغاية لتلك الحركة بحسب الباطن ، وهو الكاشف بتقريره وتحريره تمام المراد وكنهه عن تلك الصور الموضوعة من خاتم الأنبياء ، فلذلك ( كان وليّا وآدم بين الماء والطين ، وغيره من الأولياء ما كان وليّا إلَّا بعد تحصيله شرائط الولاية ، من الأخلاق الإلهيّة في الاتصاف بها من كون الله يسمّى بالولي الحميد ) بيان لتلك الأخلاق وتنبيه إلى أنّ الولاية من الأوصاف الإلهيّة الأبديّة [1] ، فختمها ليس بمعنى الانقطاع ، بل بمعنى تماميّتها
[1] مناقب ابن شهرآشوب : باب ذكر سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وآله ، فصل في اللطائف ، 1 / 214 . عنه البحار : 16 / 402 و 39 / 213 . وجاء في الترمذي ( كتاب المناقب ، باب ( 1 ) في فضل النبي صلَّى الله عليه وآله ، 5 / 585 ، ح 3609 ) : « . . . قالوا : يا رسول الله ، متى وجبت لك النبوة ؟ قال : وآدم بين الروح والجسد » . ويقرب منه ما في المسند : 5 / 59 و 379 و 4 / 66 . والمستدرك للحاكم : 2 / 608 - 609 . ودلائل النبوة : باب مولد المصطفى صلَّى الله عليه وآله . . . : 1 / 85 . وباب الوقت الذي كتب فيه محمد صلَّى الله عليه وآله نبيا : 2 / 129 . طبقات ابن سعد : 7 / 60 . [1] د : - الأبدية .
202
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 202