نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 201
وأنّه قد رأى الرؤية المذكورة بذلك الوجه المقرّر [1] وقد صرّح في الفتوحات أنّه قد ظهر له ذلك في سنة خمس وتسعين وخمسمائة بمدينة فاس [1] وذلك يدلّ على أنّه مما خصّه الله به من الولاية المحمّدية ، لا الولاية العامّة كما يدلّ إذا حوسب معه زمان ظهور هذا الكتاب أنّه هو لبّ [2] ما ظهر له من المعارف الختميّة وخصائصها ، على ما يتنبّه إليه الفطن . وإذ قد لا يخفى على من له دربة بأساليب ذوي التحقيق أنّ الغاية هي التي تساوق الفاعل في مطلق الوجود ، لكمالها الخاصّ بها ، فإنّها توجد أوّلا بوجود الفاعل وتتّحد معه وتشوّقه إلى ذلك الكمال الخاصّ بها ، ثمّ تسوقه [3] نحو مباشرة الفعل المفضي إليها ، وأمّا ما توسّط بينها وبين الفاعل ممّا يتدرّج إلى تلك الغاية ،
[1] الفتوحات المكية : الباب الثالث والسبعون ، جواب السؤال الثالث عشر من أسئلة الترمذي ، 2 / 49 . فاس : مدينة بالمغرب . ولا يخفى أنه ليس ما قاله ابن عربي نصا في ادعاء الخاتمية لنفسه ، بل الأظهر نفي ذلك ، وأن من رآه في مدينة فاس شخص آخر وإليك نص الفتوحات : « وأما ختم الولاية المحمدية ، فهي لرجل من العرب ، من أكرمها أصلا ويدا ، وهو في زماننا اليوم موجود ، عرفت به سنة خمس وتسعين وخمس مائة ، ورأيت العلامة التي له قد أخفاها الحقّ فيه عن عيون عباده ، وكشفها لي بمدينة فاس ، حتى رأيت خاتم الولاية منه ، وهو خاتم النبوة المطلقة ولا يعلمها كثير من الناس ، وقد ابتلاه الله بأهل الإنكار عليه فيما يتحقّق به من الحقّ في سرّه من العلم به » . فكما ترى ليس في هذا النص ادعاء هذه المرتبة لنفسه ، بل انطباق تلك العلامات بالمهدي القائم الحجة - عجل الله تعالى فرجه الشريف - أوفق وأنسب . [1] الفتوحات المكية : الباب الخامس والستون ، 1 / 318 . [2] إذ الفضل بينهما اثنان وثلاثون ، وهو « لب » ( ه ) . [3] د : تشوقه .
201
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 201