نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 187
رأيت الصور فيها ، لا تراها ) - أي المرآة - ضرورة أنّه من شأنها أن يختفي بنفسها في الصورة المرئيّة . ثمّ إنّه يمكن أن يقال هاهنا بحسب الأنظار السخيفة وقواعدها : « إنّ ذلك لعدم إمكان توجه العقل بآلته الواحدة في حالة واحدة نحو أمرين متغايرين » ، فقال : عدم رؤية المرآة ( مع علمك أنّك ما رأيت الصور أو صورتك إلَّا فيها ) دفعا لذلك الوهم أوّلا - إذ لو كان المانع ذلك لما أمكن له رؤية الصور فيها أصلا - وتحقيقا لوجه المماثلة ثانيا ، فإنّ المرآة بهذا الوجه صارت مماثلة للحق . ( فأبرز الله ذلك مثالا نصبه لتجلَّيه الذاتي ) في عالم المثال ( ليعلم المتجلَّى له ما رآه وما ثمّ مثال أقرب ) نسبة ( ولا أشبه ) حكما ( بالرؤية والتجلَّي من هذا ) فإنّها أظهرت صورة الرائي كما هي له مختفيا فيها ، بحيث لا يرى منها صورة أصلا ، مع علمه أنّه لا يرى الصورة إلَّا فيها . وهكذا سبيل الحقائق بالنسبة إلى الوجود عند أرباب النظر ، فإنّ بديهة العقول شاهدة بأنّ سائر الماهيّات - بديهيّة كانت أو مكتسبة - إنّما يتحقّق ويعلم في الوجود مع عجزهم عن إدراك الوجود ، حتّى ذهب بعضهم إلى أنّه من الاعتبارات العقليّة التي لا وجود لها في الخارج . ( واجهد نفسك [1] عندما ترى الصورة في المرآة أن ترى جرم المرآة لا تراه