نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 153
( و ) ذلك ( هو ) مؤدّى ( قوله : * ( يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ من نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً ) * [1] ) [ 4 / 1 ] . هذا هو المناسب لما مهّد في تحقيق معنى آدم ولا يخفى على من له أدنى وقوف عليه أنّه لا يمكن أن يحمل آدم هاهنا على الروح الكلي والعقل الأوّل [1] ، كيف وقد بيّن إحاطته بسائر المراتب والنشآت ، واشتماله على تمام اليدين و
[1] لب لباب معنى التقوى - المرموز المكنوز الذي يمكن أن يشار إليه بضرب من الإشارة الذي لا يصل إلى نيله إلا الأوحدي الفريد في الدهر - أن تجتنبوا من أن تنسبوا الصفات العدميّة والإضافات الإمكانيّة التي هي مقتضى صوركم إلى ربّكم الذي هو معنى باطنكم - الذي هو صورة ربّكم - بأن تنزهوا وتقدسوا باطنكم من أن يتدنس بصفات ظاهركم وجسدكم الذي هو من جنس قاعدة مخروط الظلمة ، بل هو مستغرقة في لجة الظلمات ، ساقطة عن أقصى درجات النور في أسفل دركة من الظلمة ، وهو قاعدة مخروط الظلمة والإمكان والهلاكة والحدثان ، كما قال تعالى : كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً [ غَيْرَها ] لِيَذُوقُوا الْعَذابَ ) * [ 4 / 56 ] وقال : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها ) * [ 19 / 71 ] وأن تتقوا وتجتنبوا من أن تضيفوا وتنسبوا إلى أنفسكم ولأنفسكم الوجود الحق وصفاته العليا ، الذي يخفى لكم بصورة باطنكم التي هي صورة ربكم الأعلى ، فالتزموا أن تحفظوا خليفة ربكم الذي أرسل إليكم وأنزله فيكم وهو خير المنزلين - وهو باطنكم الذي هو صورة ربكم ، وصورة الشيء هو خليفته - من أن تتدنس بصفات صورتكم التي هي قاعدة مخروط الظلمة وذلك الحفظ والمحافظة بان تتروّحوا وتخلَّقوا بأخلاق الروحانيين ، الذين هم سكان عالم قرب الحقّ ، إلى أن تتخلقوا بأخلاق ربكم ، كما قال شيخ الأنبياء : إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ ) * [ 37 / 99 ] ، فهذه الكريمة بهذه الترجمة نازلة في مقام الملاحظات التفصيلية التي هي ملاك التفرقة بين الحق والخلق ، التي هي مدار فلك الأوضاع التشريعية التي لا بد من رعايتها والتزامها ما دامت حياتكم الدنياويّة ، كما قال عز من قائل : وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) * [ 15 / 99 ] واليقين هاهنا الموت . ومن ثمّة قال جل من قائل لأشرف عبيده وهو حبيبه فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ ) * [ 11 / 112 ] وقال صلَّى الله عليه وآله : « قصم ظهري سورة هود » . فافهم واستقم كما أمرت - نوري . [1] تعريض منه - على ما يظهر - لما قاله الكاشاني : « أي حقيقة الإنسان من حيث هو وهو روح العالم » ، والقيصري : « فآدم في الحقيقة هو النفس الواحدة وهو العقل الأول . . . » .
153
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 153