نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 152
( وقد علمت [1] ) مما سبق في بيان حقيقة العالم وجهتيه الاشتراكيّة والاختصاصيّة ( حكمة نشأة ) جسد ( آدم - أعني صورته الظاهرة - ) التي هي من إحدى اليدين ، ( وقد علمت ) مما ذكر في الحقّ وأوصافه الاشتراكيّة والاختصاصيّة ( نشأة روح آدم ، أعني صورته الباطنة ) التي هي من اليد الأخرى ( فهو الحق الخلق ) بالنشأتين . ( وقد علمت ) من هذا ( نشأة رتبته ، وهي المجموع الذي به استحقّ الخلافة ) من الظهور بصورة المستخلف والاحتياز لجميع مطالب الرعايا . ( فآدم هو النفس الواحدة [1] ) بالوحدة الحقيقيّة الإطلاقيّة الجمعيّة ( التي خلق منها هذا النوع الإنساني ) أعني الشجرة الوجوديّة الكاملة الحائزة لجميع المراتب بأجناسها وأنواعها ولوازمها وأعراضها المثمرة للنوع الحقيقي الإنساني ، القابل عند التأثر أن ينبثّ منهما أشخاص من صنفي الأبوين - أعني أهل الصورة [ ألف 247 ] وأرباب المعنى - .
[1] إن أريد من النفس الواحدة : الكليّة الإلهيّة المسماة بنفس الكل وبالعلوية العليا وبأم الكتاب واللوح المحفوظ وشجرة طوبى وسدرة المنتهى والجنة المأوى ، لكان بموقعه . إذ تلك النفس الكلَّية التي هي نفس الكل ، هي مصدوقة قوله تعالى : ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ ) * [ 31 / 28 ] وتسمى بذات الله العليا كما قال تعالى حكاية عن عيسى بن مريم عليهما السّلام : وَلا أَعْلَمُ ما في نَفْسِكَ ) * [ 5 / 116 ] . وقد فسرت فيما ورد عنهم عليهم السّلام بعلي المرتضى أمير ملك الولاية وخاتمها على وجه الإطلاق ، وهي نفس الكل مرجع الجل والقل ، كما قال جلّ من قائل : إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ . ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ ) * [ 88 / 26 - 25 ] وهي العنصر في خلق العالم الأكبر المسمى بالإنسان الكبير في وجه ، وبالإنسان المحمدي في وجه وهي قطب الأقطاب ، الذي عليه يدور فلك الأفلاك بما فيه ، ولها الإحاطة الوجودية خلافة عن الرب الأعلى تعالى - نوري . [1] عفيفي : فقد علمت .
152
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 152