نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 112
عليه من التقديس والتسبيح - وعند آدم من الأسماء الإلهيّة ما لم تكن الملائكة عليها ) كالأسماء الوجوديّة والأوصاف الثبوتيّة التي هي مقتضى طرف التشبيه ( فما سبّحت ربّها بها ، ولا قدّسته عنها تقديس آدم وتسبيحه ) ضرورة أنّ تقديسه في عين التشبيه ، الذي هو حقيقة التقديس كما أنّ تسبيحه في نفس الحمد [1] ، الذي هو حقيقة التسبيح . والفرق بين « التقديس » و « التسبيح » أنّ التسبيح تنزيه الحقّ عن طروّ الأوصاف ، والتقديس تطهيره عن شوائب النسب مطلقا ، فالأوّل له طرف الظهور ، كما أنّ للثاني طرف البطون ويؤيّد [2] ذلك قوله تعالى : * ( إِنَّ لَكَ في النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا ) * [ 73 / 7 ] ، وما يقال : « سبحات الوجه وقدس الذات » [3] .
[1] فقوله سبحانه : وَإِنْ من شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه ِ ) * [ 17 / 44 ] معناه : أي في عين حمده الذي هو حقيقة التسبيح ، والسرّ الحكمي واللم البرهاني هو رجوع سلب السلب البحت إلى الإثبات الصرف ، وسلب النقائص طرا يرجع إلى إثبات الكمال كلا . والكمال التام العام هو الجمال على وجه التمام والتجلي . فالجمال التام هو الحمد العام الكاشف عن التنزه والتقدس عن كل نقيصة ونقصان . فهو سبحانه عال في دنوه ، ودان في علوه ، بعيد في كمال قربه ، قريب في كمال بعده . هذا هو سرّ الجمع بين التنزيه والتشبيه والتوحيد والتكثير والتحميد والتكبير - إلى غير ذلك من باب تعانق الأطراف - فلا تغفل - نوري . [2] وجه التأييد لمكان النهار فافهم - نوري . [3] إذ الوجه هو ظهور كنه الذات بالوجه الفائض عن حضرت الذات أولا وبالذات ، ويعبر عن ذلك الوجه السبحاني ب « الفيض المقدس » وب « النور المحمدي » . وذلك الوجه هو الوجه الذي يبقى بعد فناء الأشياء . ومن هذا الوجه قال أئمتنا عليهم السّلام - وهم سادة سائر الأولياء ، بل سائر الأنبياء - : « نحن الوجه الباقي بعد فناء الأشياء » . فبون ما بين طهارة الوجه وبين طهارة كنه الذات - المعبّر عنه بقدس الذات - كالبون بين أرض الوجه وبين سماء كنه الذات . وقد ورد ما ملخص معناه : أن الذات احتجب بنور الوجه الذي هو إشراق شمس حقيقة الذات ، وكأنه من هنا ورد في الكافي بإسناده : « إن محمدا حجاب الله » . اللهم يا من احتجب بشعاع نوره عن نواظر خلقه - نوري .
112
نام کتاب : شرح فصوص الحكم نویسنده : علي بن محمد التركه جلد : 1 صفحه : 112