إلى عالم المعارف والمقامات والأحوال ومطالعة أنوار الجمال والجلال على الاتصال ففنوا عن ذواتهم وبقوا بالحق المتعال [1] .
قوله : « كما يدل عليه حديث صاحب السجلات » جمع سجل أي الدفتر فقد ورد :
أن شخصا لم يعمل قط خيرا إلا أنه تلفظ يوما بكلمة لا إله إلا الله مخلصا فيوزع يوم القيامة في مقابلة تسعة وتسعون سجلا من أعمال الشرع كل سجل كما بين المشرق والمغرب ويترجح على جميع السجلات .
فظاهر الحديث المقابلة ولذا لم يكتف المصنف بالمقابلة وزاد عليها المعادلة وعدم الإدخال الذي قاله المصنف ( قدس سره ) لا ينافيه الإدخال المستنبط من الحديث لأن هذا الإدخال باعتبار لفظه وأن الاسم غير المسمى بوجه ووجه الشيء غيره بوجه وعدم الإدخال كالترجيح باعتبار حقيقته وأن الاسم عين المسمى وأن وجه الشيء وعنوانه بما هو آلة لحاظه « هو هو » .
قوله ( ص 310 ، س 12 ) : « لأن أعمال خيرهم محبوطة » كما قال تعالى : « حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ » وقال « لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ » الحبط والتكفير بظاهرهما من المشكلات كيف والوجود لا ينقلب إلى العدم وحيثية الوجود كاشفة عن حيثية الوجوب وكل موجود كما لا يرتفع عن مرتبة عن مراتب نفس الأمر وهي مرتبته وحده من الوجود كذلك لا يرتفع عن مطلق نفس الأمر لأن انتفاء الطبيعة بانتفاء جميع أفرادها ورفع الشيء برفع جميع مراتبه وبرزاته والشيء إذا انتفى عن لوح المادة فهو تثبت في ألواح النفوس المنطبعة وعالم المثال وفي الألواح العالية والأقلام الشامخة وفي علم الله تعالى و « أن المتعاقبات في سلسلة الزمان مجتمعات في

[1] وهم لشدة فنائهم في الحق وترفعهم عن الخلق ما بقي لهم جهة الخلقية ومقامهم فوق الموازين القائمة .

773