إسم الكتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية ( عدد الصفحات : 379)

حكمة قرآنية للنفس في أفاعيلها في هذا العالم طبيعتان مقهورتان تخدم إحداهما لها طوعا والأخرى كرها كطاعة طبائع السماء والأرض للباري جل اسمه في إتيانهما له كما قال الله تعالى « ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً » [1] فإن طاعة السماويات وإتيانها له في حركاتها الدورية الشوقية من جهة تحريكات الملائكة العقلية والنفسية إياها فطرية من غير ممانعة طبيعة أخرى يخالفها أو قسر قاسر يمانعها وتلك بخلاف حركات الأرضيات في انقلاباتها النفسانية وغيرها فإنها تخالف مقتضى طبائعها الأسطقسية وأما قوله تعالى « قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ » [1] فإنها بعد حصول الاستعدادات وقبول الاستحالات والانقلابات ولحوق الصور والكمالات صارت كالسماويات قابلة لأنوار المعرفة والاهتداء .
أما الطبيعة التي تخدم النفس طوعا فهي ما ينبعث من ذاتها وتفعل بها الأفاعيل الطبيعية الداخلية كالجذب والدفع والإمساك والإحالة والهضم والتنمية والتوليد وغيرها [1] .
وأما التي تخدمها كرها فهي التي يتركب منها أعضاؤه [1] وتفعل بها الأفاعيل الخارجية كالمشي والكتابة والصلاة والكف والطواف وغيرها [1] .
والأولى باقية مع النفس في النشأة الباقية وفيها سر المعاد الجسماني .
حكمة مشرقية قد ثبت أن الطبيعة أمر متجدد سيال ومعلوم أنها مقومة للأجسام الطبيعة

[1] : سورة 46 آية 14 .
[1] : سورة 41 آية 10 .
[1] : وغير ذلك د ط .
[1] : في أكثر النسخ فهي التي يتركب منها وتفعل بها الأفاعيل إلخ .
[1] : في بعض النسخ بدل غيرها غير ذلك .

91