نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 90
تنبيه انعكاسي ثم ما ذكروه في الوجه الأول أن سبب الحياة هو بعينه سبب الموت فالأمر فيه عندنا على عكس ما تخيلوه لأن الحرارة فعلها الأول في الأجسام النباتية والحيوانية تحليل الرطوبات وتقليلها وصرفها في وجوه الحركات والاستحالات فكلما تحللت مادة الحيوان والنبات أعدها الله تعالى بانضياف مادة أخرى لها من جهة القوة الغاذية بحرارة جديدة تفعل فعل الحياة أقوى من الأولى لأجل زيادة المادة وهكذا إلى أن استكملت القوة النفسانية التي هي مستخدمة هذه القوة [1] بأفاعيلها واستغنت عن أصل تلك المادة إما بمادة أخرى كالنفس النباتية من غير تناسخ أو بذاتها وبذات مقيمهما ومبقيها كما في النفس الإنسانية وأما سائر النفوس الحيوانية ففيها سر آخر . تفريع نوري فالحركة بمنزلة شخص روحه الطبيعة كما أن الزمان بمنزلة شخص روحه الدهر والطبيعة بالنسبة إلى النفس كالشعاع من الشمس يتشخص بتشخصها . تذكرة الفاعل المباشر لجميع الحركات الجسمانية هي الطبيعة أما فاعل الحركة الطبيعية فليس فيه كلام وأما القسرية ففاعلها طبيعة مقسورة مجبورة وأما الإرادية ففاعلها طبيعة مجبولة مطيعة للنفس لا عاصية .