responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 89


أكثرها مجازفات لا توقع ظنا فضلا عن يقين .
فنقول : سبب الموت وحكمته هي حركات النفوس نحو الكمال إذ لها في الطبيعة غايات كما برهن عليه وكل ذي غاية في حركاته إذا بلغ غايته وقف عن الحركة وأخذ في حركة أخرى إن بقي له نقصان ينجبر بالحركة [1] إلى أن ينقلب فعلا محضا وعقلا صرفا كما في قوله تعالى « ويَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً » .
فكل تعطل ووقوف عن الحركة في ذوات النفوس بما هي ذوات النفوس بواسطة انتقالها إلى نشأة أخرى فسمي له في [1] عالم هذه الحركة موتا وفي عالم آخر ولادة وحياة أخروية .
فالإنسان مثلا إنما يعرض له الموت الطبيعي لتوجه نفسه في مراتب الاستكمال [1] وتحولاته إلى عالم الآخرة توجها غريزيا وسلوكها إلى جهة المبدأ الأعلى [1] سلوكا ذاتيا كما أشير إليه في قوله تعالى « يا أَيُّهَا الإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ » [1] فإذا ارتحلت من هذه النشأة إلى نشأة أخرى حتى صارت نفسه بالفعل وبطلت عنها القوة الاستعدادية أمسكت عن تحريك البدن فيعرض الموت للبدن فهذا معنى الموت الطبيعي للإنسان ومبناه استقلال النفس بحياتها الذاتية وترك استعمالها الآلات البدنية على التدريج حتى ينفرد بذاتها ويخلع البدن بالكلية لصيرورتها أمرا بالفعل وهذه الفعلية لا ينافي الشقاوة الأخروية إذ ربما يصير شيطانا بالفعل أو على شاكلة ما غلبت عليه صفاته الردية .



[1] : في بعض النسخ المخطوطة عندنا إن بقي له نقصان ينجبر بالحركة وإلا فينقلب فعلا محضا وعقلا صرفا لا يخفى أن ما في المتن أصح كما هو الواضح للعارف بأساليب كلام المصنف قده .
[1] : سمي له في عالم د ط .
[1] : في مراتب استكمالاته د ط .
[1] : في بعض النسخ إلى جهة المبدأ الأخرى ولا يخفى ما فيه .
[1] : سورة الانشقاق آية 7 .

89

نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست