نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 87
فالماء إذا استحال هواء بلغ في لطافته إلى درجة هي آخر درجات الماء في اللطافة وأول درجات الهواء في الكثافة ومثل هذه الواسطة توجد بين المركبات أيضا كالمرجان بين الجماد والنبات والوقواق بين النبات والحيوان والقردة بين الحيوان والإنسان . إنارة كشفية قد أشرنا إلى أن مباشر الحركة الجسمانية طبيعة ففي الحركات الانتقالية الإرادية تفعل النفس حركة الانتقال باستخدام الطبيعة وأما في الحركات النفسانية فهي تفعلها بذاتها لا بتوسط الطبيعة إلا أن مخالطتها مع الطبيعة مما يصح لها عروض التجدد فتجددها من جهة الطبيعة لا من جهة ما فوقها . بحث تحصيلي كشفي [1] ولعلك تقول حسبما نظرت في كلام بعض الحكماء لو استحالت الطبيعة محركة للأعضاء خلاف ما توجبه ذاتها طاعة للنفس لما حدث إعياء عند تكليف النفس إياها ولما تجاذب مقتضى النفس ومقتضى الطبيعة عند الرعشة . فاعلم أن الطبيعة التي هي قوة من قوى النفس ويفعل بتوسطها النفس بعض الأفاعيل هي غير الطبيعة الموجودة في بسائط العناصر ومركباتها فإن تسخير النفس لإحداهما ذاتي لأنها قوة منبعثة منها في مقام المباشرة للجسم وللأخرى قسري فالطبيعة التي يستعملها النفس في حركة الانتقال أولا وبالذات غير متعصية للنفس إذ هي من جنود النفس بل هي متحدة الذات معها .