نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 79
والحق أن الفاعل يؤثر بوجوده في وجود المعلول والوجودات من جهة حقيقتها الوجودية متماثلة متفاوتة في الكمال والنقص وإنما اختلفت من جهة تعيناتها الكلية مسماه بالماهيات عند الحكماء والأعيان الثابتة عند طائفة [ الصوفية ] وهذا كمراتب العدد فإنها كلها متماثلة إذ ليست إلا وحدات متكررة وهي أيضا متخالفة المعاني النوعية إذ لكل مرتبة منها خواص ولوازم عجيبة غير ما لغيرها . الإشراق السادس : في شيء من العرشيات الإلهامية في أحوال هذه العلل وهي سبعة : الأول : أن المبدأ الفاعل بالقياس إلى الماهية الموجودة المعلولة فاعل وبالنسبة إلى أنفس الوجود الفائض عليها منه مقوم لا فاعل لأن هذا الوجود غير مباين له وأما بالقياس إلى نفس تلك الماهية بما هي هي فلا يكون له سببية ولا تقويم أصلا كما علمت . ولهذا قيل : الأعيان الثابتة ما شمت رائحة الوجود « إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ الله بِها مِنْ سُلْطانٍ » [1] . الثاني : أن الصورة في كل شيء تمام حقيقته سواء كانت مجردة عن المادة أو مقترنة وإنما حاجتها إلى المادة ليست لذاتها ولا لوجودها وشخصيتها الذاتية بل لما يعرض لها من اللواحق اللازمة لشخصيتها من الكم والكيف وغيرهما فالسرير سرير بهيئته لا بمادته والعرش عرش بصورته لا بمادته . الثالث : أن المادة للشيء مادة له بما هي مبهمة لا بما هي معينة وإلا لكانت
[1] : في سورة 7 آية 69 « أَتُجادِلُونَنِي فِي أَسْماءٍ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وآباؤُكُمْ ما نَزَّلَ الله بِها مِنْ سُلْطانٍ » سورة 12 آية 40 « ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ الله بِها مِنْ سُلْطانٍ » سورة 53 آية 23 « إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ الله بِها مِنْ سُلْطانٍ » .
79
نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 79