الفعلية والوجوب بل قد يكون ذاته بحسب ذاته مصداقا لحصول شيء وفقدان شيء آخر كلاهما من طبيعة الوجود بما هو وجود ولا يكون ذاته وجودا خالصا ولا واحدا حقيقيا والتركيب ينافي الوجوب الذاتي كما مرت الإشارة إليه .
فالواجب الوجود بالذات يجب أن يكون من فرط الفعلية وكمال التحصيل جامعا لجميع النشئات الوجودية فلا مكافئ له في الوجود ولا ند ولا شبه بل ذاته من تمام الفضيلة يجب أن يكون مستند جميع الكمالات ومنبع كل الخيرات فيكون بهذا المعنى تاما فوق التمام .
الإشراق الثالث :
في صفاته تعالى صفات الواجب جل اسمه ليست زائدة على ذاته كما يقوله الأشاعرة الصفاتيون ولا منفية [1] عنه كما يقوله المعتزلة المعطلون النافون لصفاته المثبتون لآثارها تعالى ذاته عن التشبيه والتعطيل جميعا وعن الغلو في حقه [1] والتقصير بل وجوده الذي هو ذاته هو بعينه مظهر جميع صفاته الكمالية من غير لزوم كثرة وانفعال وقبول وفعل والفرق بين ذاته وصفاته كالفرق بين الوجود والماهية في ذوات الماهيات إلا أن الواجب لا ماهية له لأنه صرف الوجود [1] وإنيته أولى انبجست منه الإنيات كلها فكما أن الوجود موجود [1] في نفسه من حيث نفسه والماهية ليست موجودة في نفسها من حيث نفسها بل من حيث الوجود فكذلك صفات الحق وأسماؤه موجودات لا في أنفسها من

[1] : ولا منتفية عنه آ ق .
[1] : أو عن الزيغ في حقه والتقصير د ط .
[1] : لأنه صرف إنية أولى انبجست في بعض النسخ ومن جملتها نسخة آ ق ونسخة د ط .
[1] : في بعض النسخ وكما أن الوجود موجود .

38