العقلية الكلية [1] .
فانظر حكم تفاوت النشآت في ماهية واحدة وقس عليها حال كل ماهية بحسب تخالف أنحاء الوجودات وهذا القدر يكفي للمستبصر لأن يؤمن بجميع ما وعده الشارع أو أوعد عليه فكل من له تحدث في العلم [1] يجب أن يتأمّل في الصفات النفسانية وكيفية منشئيتها للآثار والأفعال الظاهرة ليجعل ذلك ذريعة للوصول إلى كيفية استتباع بعض الملكات للآثار المخصوصة في الآخرة .
فكما أن شدة الغضب في رجل توجب ثوران دمه واحمرار وجهه وتسخن بدنه واحتراق مواده والغضب صفة نفسانية موجودة في عالم باطنه وهذه الآثار من صفات الأجسام المادية وقد صارت نتائج منها في هذا العالم فلا عجب من أن يلزمها في نشأة ثانية نار موقدة تطلع فيها على الأفئدة فأحرقت صاحبها كما يلزمها هاهنا عند شدة ظهورها ضربان العروق والأوداج واضطراب الأعضاء وربما يؤدي إلى الأمراض الشديدة وربما يموت صاحبها غيظا .
الإشراق الثامن في تعيين محل الآلام واللذات في الدنيا والآخرة لينكشف لذوي البصيرة أن المحشور في القيامة أي شيء من الإنسان اعلم أن الجوارح والأعضاء يستعذب جميع ما يطرأ عليها من أنواع الآلام ولهذا

[1] : أي الصورة الكلية من الماء بوجود عقلي سعي غير داثر فإنها مجمع جميع أفراده لأن بسيط الحقيقة كل الأشياء ولا يشذ عن حيطة وجودها السعي الكلي شيء من أفراد المياه الواقعة في العوالم .
[1] : فكل من له تحدس هكذا وجدنا في النسخ المعتبرة .

330