responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 331

إسم الكتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية ( عدد الصفحات : 379)


سمي عذابا لأنها يستعذبه كما يستعذب ذلك خزنة النار وليس كل من دخل دار العذاب والعقوبة معذبا معاقبا بل ربما كان مستعذبا كالسدنة والزبانية وأهل السجون والأتونات .
وكذلك قوى الجوارح حيث جعلها الله محلا للانتقام من النفس التي كانت تحكم عليها وتسخرها بأمر الله والآلام يختلف عليها بما يراه في ملكها وموضع تصرفها وبما ينتقل إليه المدركات من الحواس والمشاعر وكذا النفس الناطقة التي هي محل المعرفة والحكمة سعيدة في الدنيا والآخرة لا حظ لها في الشقاء لأنها ليست من عالم الشقاء إلا أن الله ركبها هذا المركب الحيواني المسمى بالنفس الحيوانية فهي لها كالدابة وليس للناطقة إلا المشي بها على الصراط المستقيم فإن أجابت النفس الحيوانية لها فهي المركب الذلول المرتاض وإن أبت فهي الدابة الجموح كلما أراد الراكب إن يردها إلى الطريق حرنت عليه وجمحت وأخذت يمينا وشمالا إفراطا وتفريطا لقوة رأسها .
فإذا انكشف هذا فقد علم أن المستحق للعقوبة يوم القيامة هي النفس الحيوانية فوقع عليها العقاب كما يضرب الراكب دابته إذا جمحت وخرجت عن الطريق الذي يريد صاحبها المشي عليه .
ألا ترى أن الحدود الشرعية في الزنا والسرقة والفرية إنما محلها النفس الحيوانية وهي التي يحس بألم القتل وقطع اليد وضرب الظهر فقامت الحدود بالجسم وقام الألم بالنفس الحساسة المتخيلة .
وأما النفس الناطقة فهي على شرفها مع عالمها في سعادتها دائمة وهي منفوخة من روح الله وليست هي موجودة في أكثر الناس .
وأما الحيوانية فلا يخلو منها إنسان سواء كان سعيدا فكانت سليمة مطيعة ذلولة أو شقيا فكانت جموحة عاصية فالمطيعة يسرح يوم الآخرة في مراتع الجنان

331

نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست