نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 276
النشأة الأولى وأول النشأة الثانية [1] . فالنفس إذا فارقت البدن وحملت المتخيلة المدركة للصور الجسمانية فلها أن يدرك أمورا جسمانية ويتخيل ذاتها بصورتها الجسمانية التي كانت يحس بها في وقت الحياة كما في المنام كانت يتصور بدنها الشخصي ويحس به مع تعطل هذه الحواس وركودها فإن للنفس في ذاتها سمعا وبصرا وذوقا وشما ولمسا يدرك بها المحسوسات الغائبة عن هذا العالم إدراكا جزئيا ويتصرف فيها وهي أصل هذه الحواس الدنياوية ومباديها إلا أن هذه في مواضع مختلفة لأنها هيولانية يحملها هذا البدن وهي في موضع واحد لأن النفس حاملها وحامل ما يتصورها فإذا مات الإنسان وفارقت مع جميع ما يلزمها من قواها الخاصة بها ومعها القوة المتصورة فيتصور ذاته مفارقة عن الدنيا ويتوهم نفسه عين الإنسان المقبور الذي مات على صورته ويجد بدنه مقبورا مدرك [1] الآلام الواصلة إليه على سبيل العقوبات الحسية على ما وردت به الشرائع فهذا عذاب القبر . وإن كانت سعيدة يتصور ذاتها على صورة ملائمة ويصادف الأمور الموعودة فهذا ثواب القبر . كما قال صلّى الله عليه وآله : « القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران » . إياك وأن تعتقد هذه الأمور التي يراها الإنسان بعد موته من أحوال القبر وأحوال البعث أمورا موهومة لا وجود لها في الأعيان كما زعمه بعض الإسلاميين المتشبثين بأذيال الحكماء الغير الممعنين في أسرار الوحي والشريعة . فإن من يعتقد ذلك فهو كافر في الشريعة وضال في الحكمة بل أمور القيامة أقوى في الوجود وأشد تحصلا في التجوهر من هذه الحسيات فإن هذه الصور يوجد
[1] : يدرك الآلام الواصلة د ط . [1] : في أكثر النسخ المخطوطة آخر هذه النشأة وأول النشأة الثانية .
276
نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 276