نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 253
ويشغلها [1] سكر الطبيعة عن الإحساس بفضيحتها والآن إذا زال العائق وارتفع الحجاب وكشف الغطاء بموت البدن فيتأذى النفس بتلك الهيئات الرديئة أشد الأذى ولكن لما كانت هذه الهيئات غريبة عن جوهر النفس وكذا ما يلزمها فلا يبعد أن تزول في مدة من الدهر متفاوتة بحسب تفاوت العوائق في رسوخها وضعفها وكثرتها وقلتها إن شاء الله . ويشبه أن يكون [ في ] الشريعة أشارت إلى هذا حيث ورد : « إن المؤمن الفاسق لا يخلد في النار » . وأما القسم الثالث فهو النقص الذاتي للشاعر بالعلوم والكمال العقلي في الدنيا والكاسب لنفسه شوقا إليه ثم تارك الجهد في كسبه ففقدت منه القوة الهيولانية وحصلت له فعليه الشيطنة والاعوجاج ورسخت في وهمه العقائد الباطلة فهي الداء العياء التي أعيت أطباء النفوس المريضة عن دوائه . وهذا الألم الكائن عنها بإزاء اللذة والراحة الكائنة عن مقابلها وكما أن تلك أجل من كل إحساس بأمر ملائم فكذلك هذه أشد من كل إحساس بمناف حسي من تفريق اتصال بالنار أو تجميد بالزمهرير أو قطع بالمناشير أو سقط [1] من شاهق . وعدم تصور ذلك الألم في الدنيا سببه ما ذكرنا فهذه والتي بإزائها هما الشقاوة والسعادة العقليتان المعروفتان عند الفلاسفة ونحن بصدد إثبات المثوبات والعقوبات الحسيين عن قريب إن شاء الله . الإشراق الثامن في درجات الناس في هذه الشقاوة . اعلم أن هوية الإنسان بمنزلة مرآة قابلة للصور الواقعة في العالم وإنما المانع
[1] : ويشغلها سكر الطبيعة د ط . [1] : أو سقطه من شاهق .
253
نام کتاب : الشواهد الربوبية في المناهج السلوكية نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي جلد : 1 صفحه : 253