هويته أو دائمة الغفلة عنه إن لم يكف وإلا لحصلت في مادة واحدة صورتان من نوع واحد وكلا قسمي التالي ممتنع فكذا المقدم .
الإشراق الخامس في شواهد سمعية .
إن الذين لم يرتقوا بأنظارهم إلى المعقولات الصرفة والبراهين الدائمة وألفوا بالعلوم الجزئية والمنقولات السمعية لا يصدقون بالأشياء إلا بمباشرة الحس أو التأدي إلى المحسوس فنحن ذاكرو طريقهم في هذه المسألة أما من الآيات فكثيرة منها قوله تعالى في حق آدم وأولاده « ونَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي » [1] وفي حق عيسى عليه السّلام « كَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ ورُوحٌ مِنْهُ » [1] وهذه الإضافة يؤذن على شرف النفس وكونها عرية عن عالم الأجرام وقوله « ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ الله أَحْسَنُ الْخالِقِينَ » [1] وقوله « سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ ومِنْ أَنْفُسِهِمْ ومِمَّا لا يَعْلَمُونَ » [1] وقوله « إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ والْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ » [1] وقوله « لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ » [1] وقوله « يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً » والرجوع يدل على السابقة .
وأما من الأحاديث فمثل قوله صلّى الله عليه وآله : « من عرف نفسه فقد عرف ربه » وقوله أعرفكم بنفسه أعرفكم بربه وقوله من رآني فقد رأى الحق وقوله أنا النذير العريان وقوله أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني

[1] : سورة 38 آية 72 .
[1] : سورة 4 آية 169 .
[1] : سورة 23 آية 14 .
[1] : سورة 36 آية 36 .
[1] : سورة 35 آية 11 .
[1] : سورة 95 آية 4 .

217